شنت مجموعة من المسلحين الليبيين فجر أمس الجمعة 30 مايو 2014، هجوماً مسلحاً على مركز الحرس الحدودي «لبادة» التابع لفرقة «التوي» من مدينة بن قردان التابعة لمحافظة مدنين الواقعة في أقصى الجنوب التونسي على الحدود مع ليبيا. وتم تبادل إطلاق النار بين المسلّحين وقوات الحرس الوطني بالمركز، وأكّد مصدر أمني أنه لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوف الأمنيين، مع الإشارة إلى انّ تعزيزات أمنية مكثّفة وصلت المكان بعد فرار المجموعة المسلحة الى اتجاه الأراضي الليبية. وصرح أحد الأمنيين أن المسلحين وحسب المعطيات الأولية هم مجموعة من المهربين الذين تسللوا عبر الحدود مع ليبيا واتجهوا نحو المركز الحدودي ببن قردان مستعملين سيارات سوداء رباعية الدفع، وبعد فشل مهمتهم تراجعوا نحو التراب الليبي. ولم تؤكد وزارة الداخلية الخبر ولم تنفه فيما أنكر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع حصول الحادثة أصلاً. وتعد هذه المرة الأولى التي تتحرك فيها الجماعات المسلحة في اتجاه الأراضي التونسية فيما أوضحت مصادر إعلامية حسنة الاطلاع أن المناطق الحدودية مع ليبيا أضحت مرتعاً لعصابات التهريب والإرهاب خاصة في ظل الأزمة التي تعيشها الجارة ليبيا مما يحتم مضاعفة اليقظة على الحدود غير المحروسة وعلى الجبال التي يتمركز بها أنصار الشريعة، فيما قالت هذه المصادر «إن مدينة مصراتة الليبية التي لا تبعد سوى 80 كلم عن الأراضي التونسية تنشط بها قيادات مسلحة قوية لديها ولاء لأنصار الشريعة وأن التمركز الميداني والتموقع الإستراتيجي لهذه المدينة وتوفر البيئة الحاضنة للإرهاب الى جانب الإمكانيات المادية الكبرى، هي نقاط القوة الأساسية المهددة للحدود التونسية.» وفيما لم تبح العملية الإرهابية التي استهدفت منزل عائلة وزير الداخلية لطفي بن جدو بمحافظة القصرين (250 جنوب غرب العاصمة تونس) أول أمس والتي أسفرت عن مقتل 4 أمنيين وجرح 4 آخرين كانوا يسهرون على حراسة المنزل بمن فيه، بأسرارها تعددت الروايات وكثرت الشائعات لتبرير تخاذل وتباطؤ قوات الأمن في نجدة زملائهم أمام بيت الوزير بعد أن كان الجيران ومتساكنو الحي قد طلبوا نجدتهم مرات متتالية. كما راجت أخبار لم تفندها وزارة الداخلية عن وجود تواطؤ متعمد داخل السلك الأمني حيث قال عصام الدردروي رئيس المنظمة التونسية للأمن والمواطن إن مسألة وجود أمن مواز «أمر واقعي ومفروغ منه لا يرتقي إليه الشك»، مشيراً الى أنسبق لوزير الداخلية أن صرّح لوسائل الإعلام بوجود اختراقات ثابتة داخل المنظومة الأمنية. وقالت مصادر إعلامية إن نقاط التقاء الجبال المتاخمة لجبل الشعانبي من محافظة القصرين الجنوبية لم تعد محروسة من طرف الأمن كما كان حالها طيلة عشرات السنين بالرغم من الخطر الإرهابي المحدق بالجهة ككل جراء تمركز الجماعات المسلحة بجبل الشعانبي. وفي غضون ذلك أعلن أحد قيادي نقابة الأمن الجمهوري عن وجود 420 خلية إرهابية نائمة منتشرة في 13 محافظة تونسية، مضيفاً أن الجماعات المسلحة تختار المناطق السكنية الفقيرة والمهمشة للتغلغل والاختباء فيها حتى تتمكن من الهروب في حال مباغتتها.