توارى أصحاب نظرية الانقلاب في مصر خجلاً بعد نجاح المرحلة الثانية من خريطة المستقبل. فبعد عملية الاستفتاء الناجحة تمت عملية انتخابات الرئاسة بشفافية ونجاح، أكدته تقارير بعثات الرقابة الدولية، وحصد الفائز بالانتخابات المشير عبدالفتاح السيسي ضعف ما حققه الرئيس المعزول محمد مرسي ومنافسه أحمد شفيق؛ إذ حصل السيسي على 23 مليوناً و426 ألفاً و741 صوتاً، في حين لم يحقق محمد مرسي سوى 12 مليوناً، وتخطى منافسه في ذلك الوقت أحمد شفيق ببضعة آلاف، الذي جمع قرابة الـ12 مليون صوت أيضاً.
نسبة الإقبال أيضاً تجاوزت النسب لكل الانتخابات السابقة؛ فقد وصلت النسبة إلى 47 في المائة من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت البالغ 53 مليوناً و909 آلاف و309 مواطنين حسبما أعلنته اللجنة العليا للانتخابات.
إذن، حققت العملية الانتخابية أرقاماً كبيرة، تجاوزت الأرقام السابقة، وحتى الأصوات الباطلة التي تجاوزت ما حققه المرشح المنافس أوضحت أن الإجراءات تمت بشفافية دون حجب للمعلومات؛ فلم تتحرج اللجنة الانتخابية من إعلان الأرقام الحقيقية للممتنعين، التي بلغت مليوناً و174 ألفاً و352 صوتاً، وهو ما يعادل خمسة في المائة من إجمالي عدد الناخبين، وهذا في حد ذاته يُظهر الشفافية الكبيرة في الكشف عما جرى في العملية الانتخابية، فلم يكن هناك تغيير لأرقام من أبطلوا استحقاقهم الانتخابي عن عمد أو جهل.
وكان المعارضون للانتخابات يؤملون أن تكون المقاطعة للانتخابات كبيرة، إلا أن الإقبال تجاوز ما حصل في الانتخابات السابقة، وجمع الفائز بالانتخابات الحالية المشير عبدالفتاح السيسي ما حصل عليه كلا المرشحين في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية وضعفَي ما حصل عليه كل منهما في الجولة الأولى من الانتخابات؛ لتظهر الأرقام أن عبدالفتاح السيسي يحظى بتأييد واحترام الشعب المصري، وهذا ما ترجم على الأرض أثناء الانتخابات وقبلها وبعدها؛ إذ لاحظنا الاحتفالات ومظاهرات التأييد بعد ظهور النتائج الأولية.
أما بالنسبة للمرشح الثاني حمدين صباحي، ورغم تحقيقه نتيجة ضعيفة جداً، إلا أن هذا لا يلغي تاريخه السياسي وشجاعته في خوض غمار انتخابات كان الجميع متأكداً من عدم قدرته فيها على منافسة (زعيم) وقائد شعبي نصبه المصريون منذ أن خلّص المصريين من تسلط حكم الإخوان. وبهذا فقد تقبل صباحي الخسارة، وكان عفاً في اللسان والسلوك، وهي ثقافة جديدة على الواقع السياسي المصري الذي يدخل مرحلة جديدة مع السيسي وحكمه القادم.