يخوض أبناؤنا وبناتنا هذه الأيام مرحلة التحصيل العلمي من خلال أداء الاختبارات التي تقام آخر كل عام من أجل الظفر بالهدية الأجمل والأعظم والأكبر في حياة كل طالب خلال العام، ألا وهي النجاح وتخطي مرحلة من مراحل العلم على كافة المستويات، سواء ما قبل التعليم الجامعي أو الجامعي وكذلك الدراسات العليا، ليتبادر إلى ذهن الجميع سؤال مفاده.. ما مصير مصادر العلم التي يستعملها طالب العلم بشتى شرائحه خصوصاً الكتب والمراجع والمذكرات التي كلفت الكثير على المستوى الشخصي أو مستوى الحكومة من خلال صرف وتوزيع كتب على طلابنا مع بداية كل عام دراسي؟
نشر (بضم النون) عبر الوسيلة الأحدث للتواصل الاجتماعي التويتر مقاطع، بل أنشئ لها وسم وصل مستوى تداوله منحنى عالياً تعليقاً على ما نشر من مقاطع توضح أن طلاب مراحل ابتدائية يتقاذفون الكتب ويمزقونها بينهم ويتبادلون التهنئة بقرب انتهاء الامتحانات، وكأنها شبح كان يطاردهم ليلاً نهاراً وقد شارف على الرحيل.
ما شد انتباه الجميع هو مصير مصدر التعلم وهي الكتب التي غطت بياضاً الشارع القريب من المدرسة وجعلت منه فرشاً بدلاً من كونه شارعاً عاماً.
أنا هنا لا أتحدث عما تحويه هذه الكتب من آيات قرآنية وأحاديث للمصطفى «صلى الله عليه وسلم»، فهذا محور آخر إذا ما تحدثنا عنه ويحتاج إلى أكثر من مقال للتوعية بحرمة تلك الآيات والأحاديث، ولكني هنا أتحدث عن السلوك الصادر عن أولئك الطلاب المتمثل بتمزيق الكتب واللامبالاة في محتواها العلمي، إضافة إلى ما صرف (بضم الصاد) من أموال لتوفيرها لطلابنا.
يا ترى ما بدر من أولئك الطلاب هل هو ردة فعل سببه عدم محبة العلم والمدرسة والتعليم لأتذكر طلاباً كنت ألتقي بهم أيام الدراسة في أستراليا وهم أبناء أصدقائنا، عندما تغيب عن المدرسة بكى بحرقة وكأنه يتحسر على ذلك اليوم الذي تغيب فيه.
يا ترى ما هو السبب؟ هل يجب أن يفرض على الطالب كما اقترح الكثيرون ألا يستلم الطالب أو الطالبة شهادته إلا بعد تسليم الكتب التي نهل منها العلم طوال الفصل الدراسي.
لا أظن أن في ذلك حلاً لأن الإجبار لم ولن يكون حلال لمشكلة من المشاكل.
البعض علق على دور المنزل والوالدين في التثقيف وهو ما راق لي حقيقة، وأضيف أيضاً أن على المدرسة ممثلة في المعلم يقع عليها مسؤولية في توعية الطلاب بأهمية تلك الكتب التي قد يستفاد منها من نواحٍ عدة.
أتمنى التركيز وزيادة دور المعلم لإيصال رسالة مهمة للطالب أن مثل هذه التصرفات ليست من أخلاقنا ولا ننسى أيضاً كما ذكرت دور الأب والأم.