حط الصيف رحاله وقريباً ستبدأ درجة حرارة الجو تغازل الاربعينيات متجهة إلى مشارف الخمسين درجة مئوية كما هو الحال في كل سنة خلال فصل الصيف. تشتد الحرارة وما يزيد الامر سوءاً تلك الحرارة الملتهبة التي تنبع من عوادم السيارات ويصاحب عادة ارتفاع درجة الحرارة تشغيل اجهزة التكييف طوال اليوم في الليل والنهار.
حيث يعتمد المواطن اعتماداً كلياً على اجهزة التكييف سواء داخل المنزل اوخارجه، داخل السيارة او في العمل وفي اماكن العبادة ايضاً في المساجد.
مما لاشك فيه ان مثل هذه الاجهزة التي تلطف الجو وتعيننا على قضاء حوائجنا والمساعدة في قضاء اعمالنا وما يجب علينا في مقار عملنا تحتاج إلى طاقة كهربائية يزداد الطلب عليها بفصل الصيف. إلا أن الملاحظ هو ما يحصل في المساجد وهي دور العبادة من هدر للطاقة زائد عن الحاجة إلى درجة انه يمكن القول ان اجهزة التكييف لا تكاد تتوقف طوال اليوم حتى في حال خلو المساجد من المصلين ما عدا ساعات الليل فانه يتم اطفاؤها حتى اقتراب صلاة الفجر ليتم تشغيلها من جديد و تستمر حتى بعد صلاة العشاء، اي ان عمل اجهزة التكييف تستمر لما يقارب الست عشرة ساعة. علاوة على ذلك ايضاً الانارة التي تستمر وتبقى كذلك لساعات طويلة وهي تعمل.
الا يعتبر ذلك باب من ابواب هدر الطاقة التي نحن بامس الحاجة اليها خصوصا في فصل الصيف الحارق؟. لا شك في ذلك! ألحظ ويلحظ الكثيرون ويوافقونني الراي ان كل من هو مسؤول عن المساجد وعن العناية بها من خلال تنظيفها وتشغيل اجهزة التكييف واغلاقها وقت الحاجة يتهاونون في الموضوع ولا يعيرونه أي اهتمام لتوفير ولو جزء بسيط من الطاقة الكهربائية التي يزداد الطلب عليها كما ذكرت في فصل الصيف الملتهب.
من خلال ملاحظتي وملاحظة الكثيرين اتضح كما ذكرت ان المسؤول عن المساجد سواء من يحمل الجنسية السعودية او كان وافداً لا يعيرون الموضوع الاهتمام والعناية المطلوبتين بسبب تكاسلهم عن اداء المهمة المناطة بهم. فإذا كان المسؤول سعوديا تجده مشغولاً بامور حياته ضارباً بالترشيد في استهلاك الكهرباء عرض الحائط اما اذا كان من الوافدين فلا يبرح الموضوع عن كونه مشغولاً في الكسب بطريقة اخرى، اما غسيل سيارات او اي عمل اخر بعيداً عن عمله الرسمي وهو العناية بالمساجد والاهتمام بها.
من هذا المنطلق ألا يجب على وزارة الشؤون الاسلامية ان تعير الموضوع اهتماما اكبر من خلال التشديد على رقابة المساجد وايقاع اقصى العقوبات على المتهاونين في هذا الامر.
ولا يقتصر ذلك على وزارة الشؤون الاسلامية بل نحن كمواطنين يقع علينا جزء من المسؤولية فلابد من التنبيه على اي مسؤول عن دور العبادة يقصر في عمله والتشديد على هذا الامر لانه وكما يقال في المثل الشعبي المشهور (يد وحدة ما تصفق) واعني ان دور وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف لا يكفي.