عرف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله منذ وقت مبكر حتى قبل توليه مقاليد الحكم بالتواضع والاندماج مع المواطنين والتعرف على مطالبهم ومشاكلهم عن قرب.
ويتبين ذلك من استقباله المستمر للمواطنين ومن زياراته لهم في أحيائهم أو في أسواقهم أو في مقار أعمالهم. وجميعنا لن ينسى تلك الزيارة التي قام بها أيده الله لأحد الأحياء الشعبية بالرياض وقيامه بدخول منازل سكان الحي والتحدث معهم حول مطالبهم والإشكاليات التي يرغبون في إيجاد الحلول لها وكذلك زيارته لأحد الأسواق التجارية في مكة المكرمة واختلاطه بالباعة وأصحاب المحلات التجارية وتبادله الحديث معهم وتذوقه لبعض مأكولاتهم الشعبية، حيث لوحظ من خلال تلك الزيارتين سعادة المواطنين سواء سكان الحي الشعبي بالرياض أو العاملين في السوق التجاري في مكة وابتهاجهم بالزيارة الملكية.
إن قيام الملك عبد الله وفقه الله منذ عدة أيام بحضوره الشخصي رغم مشاغله الجمة للأستاد الرياضي الجديد في محافظة جدة ورعايته للمباراة النهائية على كأس جلالته من أجل مشاركة أبنائه الشباب السعودي فرحة افتتاح هذا الأستاد الحضاري وكلماته الأبوية التي وجهها للشباب لدليل آخر على محبة هذا القائد الكبير لأبناء شعبه الوفي بمختلف شرائحهم وأعمارهم وسعادته بأي إنجاز يتحقق لهم.
إن هذا الملك الكريم الذي يحس كل مواطن من كلماته ونظراته وتصرفاته بمحبته لوطنه ومواطنيه جدير بأن يبادله المواطنون هذا الإحساس بمثله وذلك بمزيد من الإخلاص والعطاء والولاء والألفة والمحبة لهذا الوطن الغالي وقيادته الرشيدة.
إن بلادنا اليوم في حاجة ماسة من أي وقت مضى بمثل هذه التضحيات بسبب ما تموج به منطقتنا من مشاكل مختلفة وصراعات متعددة.
إن هذا الوطن الكبير قدم لنا الكثير من الإنجازات بتوجيه من قيادته الحكيمة ويجب أن نقدم له أقصى درجات الولاء والإخلاص فهو في حاجة لنا بالاستمرار في إعماره والسير به نحو التقدم والرفعة لكي يحتل مكاناً متقدماً بين دول العالم. إذ وطننا بالفعل يستحق هذه المكانة باعتباره مهبط الوحي وبلد المقدسات الإسلامية ومثوى ثرى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وقبلة المسلمين إضافة إلى ما يتميز به من سمات أخرى كالموقع الاستراتيجي والمساحة الشاسعة وكونه أحد المصادر الرئيسية للطاقة إضافة إلى السياسة المتزنة التي ينتهجها سواء فى المنطقة الإقليمية أو على صعيد المجتمع الدولي وباعتباره أحد الأقطاب الاقتصادية على مستوى العالم عندما اعتبرت المملكة من ضمن عشرين دولة في العالم هي الأفضل على المستوى الاقتصادي.
وفق الله بلادنا لمزيد من الخير والتقدم في ظل شريعتنا السمحة وقيادتنا الملهمة، إنه سميع مجيب.