مشاركة شعرية، ورثاءٌ صادقٌ، للوزير الأمين، والعالمِ الأثير الجليل معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر، -رحمه الله-.
أرى الموت مفتوح اليدين يُرحبُ
وليس عدوًا ماكرًا يتقلبُ
يرددُ أحيانًا مقالةَ شاعرٍ
«هو الموت ما عنه ملاذ ومهربُ»
فبالأمس أردى طيبَ الذكرِ أوحدًا
تسامى به عقلٌ وفكرٌ مهذبُ
تعالت به نفسٌ عن الشرِّ أَنْ يُرى
وسيطًا لإثمٍ أو تناغيه ربربُ
أمينٌ عَلَى الأسرارٍ يُقنُعُ خصمه
ويوسعه صدرًا كريمًا يقربُ
****
وبالأمس منا أخمد الموتُ شعلةً
وجرّبَ فِي إخمادها ما يُجربُ
أرى الموتَ لا يألوا يكررُ عرسه
فيفجعنا التَكرارُ ما قد يُكَذبُ
وننسى بأن الموت لا درع دونَهُ
فلا هو محجوبٌ ولا هو غائبُ
وهذا طريقٌ للبرايا محتَّمٌ
فما فيهم إلا له منه مَشربُ
ولكّن بشرى ميت الأمس أَنّهُ
بدينٍ وتوحيدٍ لربٍ يقربُ
فعبدالعزيز ابن الخويطرِ قصةٌ
تُقَصُ وفي الأنداء تُروى وتُكتَبُ
لَقَدْ مَدَّ فِي التعليمِ حبلَ وصالهِ
وألَّفَ فِي الساحات ما كان يُطلبُ
وشارك فِي التأليفِ مع نخبةٍ مضت
ركائزها علمٌ وفنٌ مهذَّبُ
****
وبادر فِي تأسيس جامعة غدت
محطة إبداعٍ تُماري وتُنجبُ
وعاد إلى التعليمِ يذكي وقُوَدُه
وسلّمهُ حِصنًا عظيمًا يُهَذِّبُ
ترى البلبل الصدّاح فِي رَأَدِ الضُحَى
يُغَرّدُ فِي دوحاته ثُمَّ يُغربُ
يُرددُ أصواتًا تماثَلَ عَزفُها
فيرقُصُ مَنْ يُغريِه عَزفٌ مُرتّبُ
وصلِّ إلهي كُلَّ وقتٍ وساعةٍ
عَلَى المصطفى المبعوثِ للناسِ يُعّرِبُ
وآلٍ وصحبٍ كُلَّ ما قالَ قائلٌ
ألا إِنَّ ذكرًا للخويطرِ يُطّرِبُ