ينتصب في أرض (العطنة) جنوب شرقي الرياض، غير بعيد عن مسجد العيد اليوم، برج شاهق، صنع من الحديد المطاوع، وغرس هناك منذ ثمانين عاماً، وما زال صامداً يقاوم كل العوامل البيئية والتدميرية، كأنما أراد الله له أن يبقى شاهداً على خُطي الإصلاح الأولى التي تقدم بها الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس هذا الصرح الشامخ وموحده وواضع أسس نهضته وتطوره.
يتجاوز ارتفاع هذا البرج الستين متراً، يرتكز على قاعدة مساحتها مائة وعشرين متراً مربعاً، يعرفه الأهالي ب(عمود البرقية) كانت تفصله مائتا متر عن توأمه الغربي الذي قضى أو ارتحل بسبب الإهمال وعدم إدراك قيمته الحقيقية، لتحل محله دار سكنية، كان يمكن أن تشيِّد في أي مكان، إلا هذا الموضع الذي يعد إرثاً وتاريخاً ملكاً للجميع.. ولولا لطف الله، ويقظة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبد العزيز، وإدراكه لأهمية هذا النصب، حيث أمر بحمايته بسياج قوي ؛ لكان مصير هذا البرج مصير توأمه المدمر قبل سنوات !!
لقد شيد هذان البرجان ووضعا هناك، لدعم إرسال أول محطة لاسلكي شهدتها مدينة الرياض لتعلن اتصالها بالعالم عام 1351هـ (1932م) تلك المحطة التي صنعتها شركة ماركوني الإنجليزية بقوة (5 ك وات) وقد تزامن تركيبها مع إعلان توحيد المملكة العربية السعودية.
وهكذا اتصلت أجزاء المملكة بعد توحيدها في الحادي والعشرين من جمادى الأولى عام 1351ه الموافق للثالث والعشرين من سبتمبر عام 1932ه، بشبكة اتصالات لاسلكية ترتبط مباشرة بوحدة متحركة، عرفت ب(الشنطة) كانت بيد الملك عبد العزيز يشغلها شخص يدعى (محسون باشا) وآخرون !
كانت تلك المحطة ضمن دائرة اتصالات لاسلكية حديثة بديلاً عن جهاز اتصالات ألماني جاء به الأتراك العثمانيون إلى الحجاز؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أن تلك المحطة، وما كان يتبعها من وحدات متحركة، استوردت من بريطانيا بواسطة هاري سانت جون فيلبي، وكيلها في المملكة، الذي عرف فيما بعد ب(الشيخ عبد الله فيلبي) بموجب عقد بينه وبين حكومة الملك عبد العزيز فساعد الملك على الاتصال بسائر أنحاء بلاده وكان الملك عبد العزيز مدركاً لأهمية تلك الوسيلة في التواصل مع شعبه، فطلب إلى أي ممن يلحق به ظلم إرسال برقية مجانية لجلالته، مهدداً بمعاقبة كل من تسول له نفسه الحيلولة دون وصول تلك البرقية إليه.. وهكذا ظلت تلك الأجهزة تعمل بكفاءة حتى قبيل وفاة الملك عبد العزيز، فاستبدلت بأخرى متطورة من أمريكا، وبعض بلدان أخرى في أوربا، كما زيد عدد المحطات وأقيم نظام كامل لتلك الأجهزة.
غير أن مما يشد الانتباه أن إدراك الملك عبد العزيز في وقت مبكر لأهمية التقنية، وعزمه على الانتفاع بمقتنيات عصره من مخترعات وابتكارات حديثة في مختلف جوانب الحياة، لم يجد ما يستحقه من اهتمام مؤرخي تلك الحقبة كحافظ وهبة، والزركلي، ومحمد المانع، وأحمد عبد الغفور عطار، والذين كان همهم الأول منصباً على الترويج لما زعم أنه معارضة لتلك المخترعات، بل إنهم برعوا في حشد الروايات والقصص، التي رددها العوام عن فئة قليلة استنكرت تلك المخترعات.
ومع وافر احترامي لأولئك المؤرخين، وإدراكي لأفضلية السبق التي حازوها في تدوين أحداث تلك الفترة، إلا أنهم كانوا بمثابة صدى للجدل الذي اعترف به الضابط الإنجليزي (ديكسون) في آخر حياته، بعد زوال الخطر عن الحدود التي كان يمثلها نيابة عن حكومته، إذ اعترف أن الحملة الدعائية ضد جيش الملك عبد العزيز أثناء جهود توحيد المملكة، كانت صورة مبالغ في إخراجها عن قصد، لخدمة أهداف سياسية بحتة. وإلا كيف نفهم طغيان الاهتمام بتلك القصص التي تجاهلها الملك عبد العزيز نفسه، والاقتصار على روايتها ووصف من لم يستوعب تلك التقنيات بدلاً من الحديث عن بزوغ فجر حضري جديد، استطاع الملك عبد العزيز من خلاله ترسيخ الاستقرار، وإشاعة السلام، حتى بدت تلك الأجهزة صديقاً صدوقاً موثوقاً.
أما ما حدث من تلك القلة، فيصعب فهمه وتفسيره، ولهذا ينبغي ألا نفسره وفق هوانا، لأنه شبيه بما حدث لنا بالأمس القريب، حين رفض أئمة المساجد هنا، وفي الحرمين الشريفين، استخدام مكبرات الصوت، جاهلين أو متجاهلين أهميتها في التبليغ، لكن سرعان ما ابتلعوا ألسنتهم. كما أنه شبيه بما حدث عند دخول المذياع والتلفاز بيوتنا، إذ نجحا في بسط نفوذهما بالتدريج، دونما ضجيج أو سخرية من المترددين أو الرافضين لهما. والأمر ذاته يمكن أن يقال عن مبادرة رجال الجيش والشرطة الخاصة بتدريب فرق لعزف الموسيقى المصاحبة للسلام الملكي، والنشيد الوطني.
والحقيقة، أن ما حدث كان مجرد استنكار قلة من السذج والبسطاء الذين يمكن خداعهم بكل سهولة، هَوَّلَ من شأنه ما كتب من قصص وحكايات أكثرها مكذوب، كحكاية البدوي الذي طلب إلى مدير اللاسلكي نقله وجماعته إلى حيث يقيم الملك عبد العزيز. وبالمقابل، اختلقت تلك المصادر، أو غيرها، إشاعة إنكار السيارات والأجهزة اللاسلكية، وهذا كذب، ومحض افتراء.
ثم إن الجيش الذي صحب الملك عبد العزيز، شهد قبل دخوله أرض الحجاز عدداً من السيارات التي كانت تخترق شبكة الأزقة الضيقة في الرياض كما عرفها الكثير منهم في جولاتهم في دول الخليج كالبحرين والكويت والبصرة، وهي محميات بريطانية دخلت إليها السيارات والمخترعات الحديثة قبل انضمام الحجاز إلى بقية أجزاء المملكة. وكانت حاضرة الجزيرة العربية وباديتها ترتاد تلك المناطق وتجوبها، وفيهم العلماء وطلبة العلم الذين كانوا يرتادون تلك الأماكن للإرشاد ولكسب العيش. ولم نسمع أن أحداً استنكر تلك الظواهر، أو تحدث عن تلك المخترعات، أو توجس منها على مجتمعه أو حاول أن يضع بعضها على لائحة المشبوهات، علماً أنهم كانوا يتحدثون عن أشياء أخرى شاهدوها خارج بلادهم، وبعضهم كتب عنها ليبين حكم الشرع في استخدامها.
نعم لا يمكن لأحد أن ينكر ما جرى في تلك الفترة من تمرد وعصيان، شأن ما يحدث في كل الدول، لكن ليس مرجعه الخلاف على استخدام الاتصالات، والمواصلات الحديثة، والسيارات، بل بسبب انسياق البعض وراء الأفكار والآراء المتطرفة والشبه الدينية التي أثمرت الغلو، من قبل من يعملون في الخفاء على تعقيد الأمور؛ فكان أن حسمت المسألة بالأدلة والحزم، وليس ذلك ببدع في التاريخ.
والأدهى أن يدعي بعض أولئك الكتاب أنه وجد بين جيش الملك عبد العزيز من يدعي أن تلك المخترعات هي من صنع الكافر، ومن يستخدم صنع الكافر فهو كافر. فهل يصدق عاقل، فضلاً عن كاتب مثقف يكتب هذا القول وينقله ؟ وهو أول من يعلم قبل غيره أن ذلك الجيش وسلفهم كانوا يحملون البنادق والرشاشات، ويستخدمون المدافع والمناظير ويلبسون الملابس والأحذية الأوروبية وهم يعلمون أن جميعها مبتكرة ومصنعة في بلاد لا تدين بالإسلام، وكانوا يستخدمونها منذ عشرات السنين ؟!
وما يحسن أن ندركه بكل تجرد ونزاهة، أن الملك عبد العزيز بعد ضمه الحجاز وجد نفسه وجهاً لوجه مع مشكلة اعتراض خطوط الهاتف الممتدة بين مكة المكرمة وكل من جدة، والطائف، والمدينة المنورة، من قبل بعض المرجفين، وقد لا يكون اعتراضهم لها فكرياً، فرأى من الحكمة أن يؤجل موضوع النظر في تلك المشكلة، ولم يستجب حينها للجدل، وكان جوابه أن أدرج قائمة الاتصالات السلكية واللاسليكة على لائحة برنامجه الإصلاحي، لإيمانه الراسخ بفائدتها، وعدم وجود أي مانع ديني أو أخلاقي من تعميم تلك الآلة ليتمكن بواسطتها الدخول إلى أجواء أرحب، وآثار اجتماعية وازدهار، لاسيما بعد تباشير تدفق الثروة النفطية، وإدراكه بعد المسافات التي تشكل معضلة لا يمكن حلها بدون تلك الوسيلة.
أما السيارات فقد امتلك الملك عبد العزيز مباشرة عدداً منها في وقت مبكر، بعد استعادته لمنطقة الأحساء، لكنه لم يفكر في استخدامها وسيلة نقل إلا بعد أن استكمل توحيد مملكته، حينذاك أدرك أهمية استخدام السيارات وسيلة للنقل فجعل لها أهمية قصوى في مطلع عقد الخمسينات الهجرية من القرن الرابع عشر. وبالتزامن مع توحيد المملكة وحصوله على الجيل الجديد من أجهزة التلغراف أو اللاسلكي. وكان قبل ذلك يستخدم السيارات للمواصلات والنقل، كما يستخدم الوسائل التاريخية الأخرى، إذ تقوم الجمال بالنقل في المسافات الطويلة، والبغال والحمير للمسافات القصيرة، وكانت تلك الوسائل التاريخية هي المستخدمة في الجزيرة العربية منذ مئات السنين، ولا أدل على ذلك من شبكات الطرق والدروب، طوال أمد استخدام تلك الوسائل المنتشرة في طول البلاد وعرضها.
وعند استخدامه السيارة وسيلة للنقل والتلغراف، وسيلة للاتصال السريع تخلى عن النقل البريدي إلى نظام البريد الحديث، وبذلك أخرج كامل مناطق مملكته من الدائرة التقليدية المحلية إلى الدائرة العالمية، فوفر خدمات البريد إلى جانب الوسائل الأخرى، فكانت تلك عوامل أساسية، أثرت في مجالات التطور العمراني والزراعي ومختلف أنشطة الإنسان السعودي. وامتد ذلك إلى الحياة الاجتماعية والأسرية. وكانت البدايات الأولى للبنية الأساسية التي تم إشهارها في عام 1352هـ (1931م)حينما كان الملك عبد العزيز يستمتع بجو غير رسمي في قصر البديعة (بستان نخيل في وادي حنيفة) غربي الرياض القديمة.
كان الملك يقضي فيه أوقاتاً طويلة في شهر أغسطس من كل عام، وكان إذ ذاك وسط عدد غفير من أسرته وكبار مرافقيه وأتباعه وأصدقائه ففاجأ الجميع بإعلانه اجتثاث بستان نخيل كبير يملكه خارج أسوار مدينة الرياض ويدعى (العطنة) اشتهر بجودة ثماره وتوفر مياهه واتساعه، كان يرتاده الأجانب والرحالة عندما يفدون إلى مدينة الرياض لظله الظليل، وهجرة الطيور إليه، ولهذا كان ذاك البستان أحد متنزهات عالم الطيور المشهور (ريتشارد ماينرز هاغن.) الذي كتب عن طيور الجزيرة العربية عندما زار الرياض كما عرف ذلك البستان بتكاثر أنواع من الفراشات الجميلة والجنادب المحببة للأجانب الذين دأبوا على اصطيادها في تلك المنطقة.
وبعد اجتثاث نخل العطنة، أمر الملك عبد العزيز بإحاطته بسور قوي وأبراج مرتفعة، وفتحت بوابة في السور الجنوبي، لتكون مدخلاً إلى البلد سميت دروازة (الكراج) فجعل الملك عبد العزيز من ذلك المحيط مجمعاً لوسائل الاتصالات والمواصلات الحديثة التي صارت جزءاً من برنامجه الإصلاحي تبدى مع مطلع عقد الخمسينات الهجرية في 12 ربيع الآخر 1350ه الموافق (26 أغسطس عام 1931م). وقد زار الملك عبد العزيز ذلك الموقع بصحبة عدد من أتباعه وخاصته، بينهم الشيخ يوسف ياسين والشيخ خالد القرقني، الذي لم يمض على توليه العمل والتحاقه بعبد العزيز نهائياً سوى بضعة أيام، إذ كان مقيماً في المملكة للعمل في التجارة في جدة، بعد أن كان أحد مساعدي نائب الملك في الحجاز، كما كان ضمن الحضور متولي الأشغال والبناء إبراهيم بن بريكان، قبل أن يتولى خلفه الشيخ ابن قباع المسؤولية. وإلى جانب هؤلاء فيلبي، المتعهد بالنيابة عن شركة ماركوني للاتصالات، وكان معه مهندس إنجليزي، ومهندس مصري يدعى (إبراهيم الكردي).. ولم تمضِ فترة قصيرة حتى كانت المحطة جاهزة للتشغيل.. كما أمر الملك عبد العزيز أن يُنشأ كراج خاص (مرآب) دعي فيما بعد ب(كراج ابن فوزان) نسبة إلى الشيخ عبد العزيز بن فوزان، اشتمل على عدد من العنابر وورش إصلاح السيارات ومستودعات للأدوات والخدمات إلى جانب محطة كبرى للوقود وكانت تدعى (كاز خانة) تمد السيارات باحتياجاتها من الوقود والزيت الذي كان يرد إليها في (براميل) كانت تستورد من خارج المملكة من إيران والبصرة، قبل تكرير البترول في المملكة. ويضم ذلك المجمع مكاتب وقاعات لإدارة البريد وبه صالات للتوزيع والاستيراد.
وقد جمعت كل تلك الوسائل المختصة بالنقل والاتصالات والبريد، في ذلك المجمع منذ ثمانين عاماً، غير أنه هجر بعد تطور أنماط الاستخدامات ودكت أسواره وحصونه التاريخية التي كانت نصباً تذكارياً للبدايات الأولى.
أجل.. اندثر ذلك المجمع الذي أقامه الملك عبد العزيز، ووضع على أرضه أول تجربة له في استخدام تقنية العصر، شأنه شأن الكثير من المعالم التذكارية، والنصب التاريخية، كالمساجد والقصور والقلاع، التي أصبحت أثراً بعد عين. ولم يبق اليوم ما يشير إليه سوى البرج الحديدي الذي ظل شامخاً شاهداً على المفصل التاريخي الذي جرى آنذاك.
وكان بعض تلك الآثار كما شاهدتها في الخمسينات الهجرية من القرن الرابع عشر، ذات نماذج يتجلى في بنائها وواجهاتها بروزات وزخارف قال عنها الرحالة الريحاني وغيره: (إنك تلمح فيها نمط البناء الأندلسي) عندما رأى تلك النماذج تتمثل في بعض القصور وفي المسجد الجامع الكبير الذي بني في عهد الإمام فيصل بن تركي، وفي مسجد خالد ابن الإمام سعود ابن الإمام عبد العزيز، المعروف ب(مسجد خالد) فضلاً عن القلاع والأسوار المعروفة بأسوار(دهام بن دواس) التي كانت تمتد من شمال مدينة الرياض إلى مشارف بلدة منفوحة أو جنوباً منها. كل تلك الآثار شهود كانت تسكن عمق التاريخ في مدينة الرياض وفي محيطها الزراعي.. كلها دمرت وانهارت دون وعي يستوعب مدى أهميتها.
وعليه، أتقدَّم لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، راعي السياحة في بلادي، الذي بادر لحماية الكثير من الآثار، من يد العبث التي طالت كثيراً من آثارنا ومعالمنا التاريخية ؛ كما انتهز هذه السانحة، فأناشده لإحياء ذكرى هذا المجمع، بإنشاء متحف تاريخي على أرضه، يضم كل ما يمكن الحصول عليه من أدوات وسائل النقل الأثرية والبريدية، والأجهزة اللاسلكية التي كانت مستخدمة في البدايات، فالمتاحف هي حقائب التاريخ الناطقة باسمه حفاظاً على تاريخ بداية برنامج الملك عبد العزيز الإصلاحي، ليكون ذلك المتحف ذاكرة للأجيال القادمة، احتفاءً بنشاطات اجتماعية وإبداعية في مرحلة قديمة.
وما من شك أن ذلك الأمر كان يجري في دم المؤسس، فهذا جده الإمام فيصل بن تركي كان طلبه الوحيد من ضيفه الكولونيل لويس بيلي(المقيم البريطاني في الخليج) الذي زاره في الرياض عام 1281هـ (1865م) هو إعطاؤه فكرة عن المضخات التي ظهرت آنذاك لري الصحراء، بعد أن سمع عن ذلك الاختراع، فقد كان ذلك الحس قوياً في ذهن الملك عبد العزيز كما كان قوياً في ذهن جده الإمام فيصل إذ اهتم بحفر الآبار ومساعدة المزارعين، ومد سكة الحديد من الظهران إلى الرياض، وكان يتمنى لو مُدَّ إلى مدينة جدة. وعند انضمام الحجاز إلى بقية أجزاء مملكته، بذل جهداً مضاعفاً لإعادة سكة الحديد في الحجاز، وحاول أن يحصل على تعويضات من الحلفاء لإصلاح تلك السكة باعتبارهم مسؤولين عن تدميرها لكنه لم يوفق. كما عرقلت لجنة الوقف التي تمتلك السكة الحديدة، كل جهد بذله في هذا السبيل لأنه كان يراد له أن يحاصر ويمنع اتصاله بالعالم، لكن الله القاهر فوق عباده أراد له غير ذلك.