نجج نوري المالكي في إرهاب أهل السنة في المناطق التي يشكلون فيها الأكثرية، وأجبرهم على النزوح نتيجة تكثيف العمليات العسكرية ضدهم وتحريض المليشيات الطائفية التي استقدم بعضاً منها من إيران ومن الأفغان الشيعة اللاجئين في إيران لقتالهم، إذ تضخمت ما يسمى بـ(عصائب الحق)، وما هي إلا عصائب الباطل، والتي تخصصت في قتال أهل السنة وطردهم من مناطق إقامتهم، والتي بدأت في البصرة والناصرية والسماوة والكوت، حيث أجبر أهل السنة من العشائر العربية في هذه المحافظات على الهجرة والتوجه إلى المحافظات الشمالية والغربية، وقد بدأ هذا المخطط قبل أكثر من عام، إذ استهدف أول ما استهدف عشيرة السعدون والذين كانوا يحكمون جنوب العراق ويشكلون مع القبائل العربية المتحالفة معهم من قبائل المنتفك والبدور وجهينة وغيرها الأكثرية في البصرة والناصرية والسماوة والكوت والديوانية، إلا أن فتح الحدود الشرقية مع إيران دفع العصابات الإيرانية الطائفية بالتدفق إلى العراق، فحصل تغير في ديمغرافية المنطقة، وبعد أن زودهم نوري المالكي بالسلاح وصمت المرجعيات وعشائر الجنوب انحيازاً لطائفتهم أو استجابة لإغراءات مال المالكي وسلاحه، وترهيباً لمن دفعه انتماؤه العربي على تحقيق أهداف الطائفيين من تفريغ محافظات الجنوب من أية قوة أو كتلة انتخابية، ليحصد نوري المالكي وحزبه الأكثرية، فيما لم ينل أي مرشح من أهل السنة فوزاً، وحتى مرشح الزبير عبد الكريم الدوسري فقد قتل قبل بدء الانتخابات، ومع هذا فاز في الانتخابات شهيداً.
هذا في الجنوب، أما في مدن وبلدات وأحياء جوار بغداد فقد أغرقت تلك المدن وحوصر أهلها بمياه الفيضانات، وفي الكرخ معقل أهل السنة تولى مجرمو المليشيات الطائفية إرهاب الناخبين ليبعدوهم عن صناديق الانتخابات، وكانت النتيجة فوز قائمة نوري المالكي في مناطق لا يجدون فيها أي تعاطف.
وفي الفلوجة والرمادي وديالى، ورغم الحرب الشرسة التي يشنها جيش المالكي على أهلها، نجح بعض ممن ترشح على قائمته في الفوز ضد رغبة أهل المنطقة، نتيجة الإرهاب القمع والسلاح الموجهة على رؤوسهم من جيش الدولة الذي أصبح أداة في يد المالكي لإرهاب وقتل أهل السنة، والنتيجة فوز كبير لقائمة نوري المالكي في ظل صمت وتواطؤ عشائر الجنوب التي خضعت لإرهاب المليشيات القادمة من إيران، وسكوت المرجعيات التي ترى الظلم ولم تفعل شيئاً لتغيره.