نتائج الانتخابات العراقية «شر البلية ما يضحك»

صُدم العراقيون جميعاً بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واقتنعوا بأنهم تعرضوا إلى أكبر عملية تزوير شهدها العراق منذ احتلاله من قبل القوات الأمريكية والإنجليزية عام 2003، وقد عدَّ العراقيون والمتابعون للعملية الانتخابية الأرقام التي أعلنتها مفوضية الانتخابات بفضيحة لا تقبل أي تفسير سوى سيطرة نوري المالكي وحزبه على أجهزة الدولة العراقية، بما فيها التي يُفترض أن تحظى بنصيب من الاستقلالية، فأكدت التجربة العملية خضوعها بالكامل لإرادة حزب نوري المالكي، ويخصون بالتحديد المفوضية العامة للانتخابات والمحكمة العليا والقضاء العراقي بجميع دوائره، وإذا ما أضيفت الأجهزة الأمنية وقوات الشرطة والجيش التي تخضع للمالكي بوصفه قائداً عاماً للقوات المسلحة ووزيراً للداخلية، فإن جميع الأجهزة التي تدير الانتخابات والتي لها علاقة بإدارة العملية الانتخابية وتأمينها تحت سيطرة المالكي، ولذلك جاءت النتائج متوافقة مع ما يريده هذا الدكتاتور الذي يحكم العراق بأسلوب التسلط والإقصاء.

يوضح العراقيون لماذا الانتخابات البرلمانية فضيحة، فيُقَدِّمون دلائل لا يمكن نقضها، فالفائزون بهذه الانتخابات لا يعكسون واقع المناطق التي أُعلنت نتائجها؛ فقد أظهرت نتائج محافظة ميسان (العمارة) فوزاً كبيراً يكاد يكون بالإجماع لكتلة دولة القانون (الكتلة الانتخابية لنوري المالكي)، والعراقيون يعرفون جميعاً أن ميسان محافظة شبه مغلقة تقريباً للصدريين، فكيف يتغلب عليهم المالكي بل ويقصيهم بالحصول على جميع مقاعد المحافظة تقريباً.

الأكثر تحدياً وكذباً وتزويراً لإرادة العراقيين، فوز عدد لا يستهان به من المؤيدين لنوري المالكي وكتلته في محافظة الأنبار، المحافظة التي تتعرض لنيران وهجوم قوات المالكي، فكيف ينتخبون من يقتل أبناءهم ويقترعون لمن يرسل الطائرات المروحية لإلقاء البراميل المتفجرة على منازلهم!

في أطراف بغداد والتي يغلب على سكانها أهل السنة، إذ يكاد يكون جميع مدن أطراف بغداد من أهل السنة، وهؤلاء الذين تعرضوا إلى إغراق مدنهم بالمياه وإيذائهم من قوات نوري المالكي، فكيف يصوتون إلى مرشحي كتلته والمتعاونين معه! هل يعقل أن تتعاون الضحية مع الجلاد!؟

نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية بقدر ما تثير الألم تجعل العراقيين يسخرون منها وهم يرددون (شر البلية ما يضحك).