ريال مدريد × أتليتكو مدريد
ملعب المباراة
يستضيف ملعب النور (أو استاد دو لوز) في مدينة ليشبونة البرتغالية نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الحالي (2013-2014م) مساء اليوم السبت عندما يصطدم ريال مدريد بخصمه التقليدي أتليتكو مدريد في ديربي هو الأول من نوعه في تاريخ نهائيات البطولة الأوروبية، ويتسع الملعب الذي سيجتذب أنظار الملايين من جميع أنحاء العالم لأكثر من 70 ألف مشجع، ويُعد الملعب الذي افتتح في عام 1954م ملكاً لبلدية مدينة ليشبونة حيث تم استئجاره من قبل نادي بنفيكا البرتغالي الذي قام بإجراء الترميمات والتحسينات اللازمة للاستاد عام 2003م، وتجهيزه لاستضافة أكبر المناسبات على مستوى القارة، كما يطلق مشجعو نادي بنفيكا مسمى «الكونتدريال» على الملعب، وتعني القلعة في اللغة البرتغالية، ومن أهم الأحداث التي شهدها هذا الملعب هو استضافته لمنافسات بطولة أمم أوروبا (يورو2004), وأقيمت المباراة النهائية بين منتخبي اليونان والبرتغال على أرضية ميدانه، وقتها خسر المنتخب البرتغالي نهائي البطولة بشكل مفاجئ بهدف دون رد سجله المهاجم اليوناني أنجيلوس خريستياس في الدقيقة 57 من عمر اللقاء ليحبط كافة الجماهير البرتغالي، مخلفاً وراءه ذكريات حزينة في ملعب النور.
واستضاف هذا الملعب كـأس السوبر الأوروبية عام 1992، إضافة إلى بطولة كأس العالم للشباب عام 1991م، وتحصل الملعب على علامة الخمس نجوم كتقييم من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا» الذي يعتمد تصنيف الملاعب الأوروبية بالنجوم لمنحها شرف استضافة وتنظيم النهائيات والبطولات الأوروبية.
تاريخ دوري أبطال أوروبا
تشأت فكرة البطولة من قِبل مجموعة من الصحفيين الفرنسيين على رأسهم جابريال هانو الذي اقترح في عام 1954م أن تتنافس الأندية الأوروبية البطلة في مسابقة واحدة ليتوّج أحدهم بطلاً للأبطال في القارة العجوز، ثم كتب زميله جاك دو روزيك مقالاً اقترح من خلاله مشروع كأس أوروبا للأندية، حيث نال ذلك استحسان المسئولين في القارة العجوز، وتبع ذلك قيام الصحفي جاك فيران الكاتب في صحيفة «ليكيب» الفرنسية لإعداد وكتابة مسودة يشرح من خلالها فكرة لنظام البطولة في تاريخ 25 يناير 1955م، وفي اليوم الثالث من شهر فبراير 1955م نشرت الصحيفة الفرنسية قائمة الأندية المدعوة لخوض النسخة الأولى من كأس أوروبا للأندية، ورحبت الأندية البطلة بقبول الدعوة، خصوصاً أن الاتحاد الدولي لكرة القدم لم يمانع في إنشاء المسابقة بعد أن وافق على المشروع المقدم من الصحيفة.
وانطلقت النسخة الأولى من كأس أوربا للأندية (أو كأس أبطال أوروبا) في موسم 1955-1956م بمشاركة 16 نادياً بنظام خروج المغلوب من أشهرها أندية ميلان وإيندهوفن وسبورتينغ ليشبونة وريال مدريد، وكانت أول مباراة في تاريخ البطولة بين سبورتينغ البرتغالي وبارتيزان اليوغسلافي وانتهت بالتعادل الإيجابي (1-1)، وسجل أول هدف في تاريخ البطولة لاعب الوسط البرتغالي جواو بابتيستا مارتينز.
وفي المباراة النهائية تقابل كلاً من ريمس الفرنسي وريال مدريد الإسباني الذي نجح في كسب النتيجة (4-3) بفضل أهداف كل من دي ستيفانو، ماركيتوس، وهدفين لهكتور ريل، وواصل الفريق الملكي تفوقه في النسخ الخمس الأولى من البطولة حتى تمكن بنفيكا البرتغالي من كسر هيمنة الميرنجي في النسخة السادسة والسابعة بعد أن توّج بلقبيها عامي 1961 و 1962م، ولم تسمح إيطاليا بغياب ممثليها عن التتويج بلقب البطولة حتى سجلت اسمها عن طريق قطبي مدينة ميلانو (آي سي ميلان وإنتر ميلان) لثلاثة أعوام (1963 - 1964 - 1965) لتعود البطوله من جديد إلى الفريق الملكي في عام 1966م، وتمكن سيلتيك الأسكتلندي أن يسجل اسمه في البطولة كإنجاز فريد له وللكرة الأسكتلنديه عام 1967م، بعدها حقق مانشيستر يونايتد أول الألقاب للأنديه الإنجليزية عام 1968م، ليعود من جديد آي سي ميلان للفوز بالكأس عام 1969م، ومن ثم دخلت الكرة الهولندية على خط البطولات الأوروبية وسيطرت لأربعة مواسم متتالية عن طريق كل من فينورد مرة واحده وآجاكس أمستردام ثلاث مرات متتالية، ورغم تأخر الكرة الألمانية إلا أن بايرن ميونخ ضرب بيد من حديد ليحقق ثلاثة ألقاب متتالية أعوام (1974 - 1975 - 1976)، وفي عام 1977م عادت الأنديه الإنجليزية للبطولة وسجلت الرقم الصعب في احتكار البطوله عندما توجت بلقبها ست مرات متتالية عن طريق كل من ليفربول ثلاث مرات ونونتغهام فورست مرتان وإستون فيلا مرة واحدة، وفي عام 1983 استطاع هامبورغ الألماني من إضافة لقبه الوحيد، قبل أن يعود ليفربول من جديد ليتوّج باللقب الرابع في تاريخه العريق، وأبت السيدة العجوز إلا أن تفرض اسمها بين كبار الأنديه الأوربية لتحقق اللقب عام 1985م، وشهدت البطولة في عام 1986 استقبال بطل جديد حينما توّج ستيوبخارست الروماني باللقب، ومن ثم استعادت الكرة البرتغالية بريقها من جديد مع نادي بورتو بورتو عام 1987م، وحقق إيندهوفن الهولندي لقبه الوحيد عام 1988م، وعاد العملاق الإيطالي آي سي ميلان ليفرض هيمنته الأروربية على البطوله لعامين متتاليين، وحقق نادي ريد ستار بلغراد الصربي البطولة عام 1991م، ونجح أخيراً برشلونة الإسباني في تسجيل لقبه الأول عام 1992م، ليأتي بعد ذلك مارسيليا الفرنسي ليتوج باللقب لأول مرة في تاريخ الكرة الفرنسية عام 1993م، وفي عام 1994م عاد آي سي ميلان ليفوز باللقب، وفي عام 1995م نال البطولة نادي آجاكس الهولدي للمرة الرابعة، ومن ثم حقق يوفنتوس لقبه الثاني، واستطاع نادي بوروسيا دورتموند الألماني من فرض اسمه ضمن الكبار في أوروبا عام 1997م، لتشهد البطولة بعد ذلك صحوة الملك ليكتسح اللقب لثلاثة أعوام متفرقة (1998 و 2000 و 2002م) مسجلاً رقمه القياسي بتسعة ألقاب، وفي عام 1999م حقق مانشستر يونايتد لقبه الثاني، وحقق بايرن اللقب عام 2001م، لتتوالى بعد ذلك الألقاب: (ميلان 2003)، (بورتو 2004)، (ليفربول 2005)، (برشلونة 2006)، (ميلان 2007)، (مانشيستر يونايتد 2008)، (برشلونة 2009)، (إنترميلان 2010)، (برشلونة 2011)، (تشيلسي 2012)، (بايرن ميونخ 2013).
مشوار الفريق الملكي في البطولة
تصدر ريال مدريد مجموعته بعد أن جمع 16 نقطة من ست مباريات خاضها بواقع خمسة انتصارات وتعادل وحيد ليتأهل لدور الستة عشر ويقابل شالكه الألماني (فاز الريال ذهاباً 6-1 وإياباً 3-1)، وفي دور الثمانية واجه الميرنجي خصمه الألماني بروسيا دوتموند (وتخطاه الريال بفضل الثلاثية النظيفة في مباراة الذهاب رغم خسارة الإياب بهدفين دون رد)، ثم انتقل الفريق الملكي لمواجهة بايرن ميونخ (حامل اللقب)، وتمكن المدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبيه من تسجيل الفوز ذهاباً (1-0) وإياباً بنتيجة تاريخية (4-0) ليصل للنهائي بحثاً عن لقبه العاشر.
مشوار الروخي بلانكوس في البطولة
تصدر أتليتكو مدريد مجموعته بعد أن جمع 16 نقطة أيضاً (نفس رصيد الريال) من ست مباريات خاضها بواقع خمسة انتصارات وتعادل وحيد ليتأهل لدور الستة عشر، ويقابل ميلان الإيطالي (ويكسبه ذهاباً 1-0 وإياباً 4-1)، وفي دور الثمانية واجه الروخي بلانكوس خصمهم الكتالوني (ونجح سيموني ولاعبيه في الخروج بنتيجة التعادل السلبي من ملعب الكامب نو في مباراة الذهاب، ومن ثم الفوز بهدف وحيد في لقاء الإياب في ملعب فيسينتي كالديرون)، ثم انتقل أتليتكو لمواجهة تشيلسي الإنجليزي في دور الأربعة، ليتعادل ذهاباً (0-0) وينتصر إياباً خارج ملعبه بنتيجة (3-1) مسجلاً وصوله الأول للنهائي دوري الأبطال بحثاً عن لقبه الأول على حساب غريمه التقليدي في العاصمة مدريد.
بيل ورونالدو جاهزان لخوض النهائي
تأكد بصورة رسمية تواجد كل من جاريث بيل وكريستيانو رونالدو (هداف البطولة برصيد 16 هدفاً) في التشكيلة الأساسية التي سيدفع بها المدرب كارلو أنشيلوتي في المباراة النهائية بعد أن أكد ذلك في تصريحات صحفية قال فيها: «بيل ورونالدو.. سيلعبان، أهميتهما كبيرة جداً للفريق، لم يخض بيل التدريبات الجماعية إلا قبل المواجهة بفترة قليلة.. لأنه كان يجري تدريبات خاصة في صالة الألعاب الرياضية للتقوية، لن نخاطر بأي لاعب، فإجراء تغيير في بداية أية مباراة ليس أمراً جيداً.. لا بد أن يكون اللاعب مؤهلاً بنسبة 100 %، فلا يتعلق الأمر بالإصابات فقط بل بالجاهزية البدنية.»
وبخصوص إصابة كل من بيبي وبنزيمة قال المدرب الإيطالي: «الشكوك ما زالت تحوم حول تواجدهما في المباراة النهائية، لا توجد لدي مشاعر تفاؤل أو تشاؤم بخصوص الأمر، لدينا فترة قليلة متبقية لكي يتحسنا.. سنتخذ قرار مشاركتهم من عدمه قبل انطلاق النهائي».
كوستا يسابق الزمن للتعافي من إصابته
توجه هداف أتليتكو مدريد دييغو كوستا يوم الثلاثاء الماضي إلى العاصمة الصربية بلجراد للخضوع للعلاج التكميلي لتسريع وتيرة التعافي من الإصابة التي قد تحرمه من النهائي، وتجددت إصابة الهداف الإسباني الدولي في مواجهة برشلونة في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري ليخرج والدموع تنهمر من عينيه حزناً على عدم مشاركته في أهم لقاءات الليجا والتي توّج الروخي بلانكوس بلقبها.. وعنونت الصحافة الإسبانية: «كوستا يبحث عن المعجزة مع الطبيبة ماريانا للمشاركة في نهائي الأبطال».. لتأتي الأخبار بعد ذلك من صحيفة «الآس» عن عودة اللاعب بتفاؤل كبير، وأن الطبيبة قد أخبرته بعد علاجه بالخلايا الجذعية أنه قادر على اللعب يوم السبت في نهائي دوري الأبطال دون أي خطر على مشاركته في كأس العالم.
ليشبونة تدعم رونالدو للفوز باللقب العاشر
سيعطي تواجد البرتغالي الدولي كريستيانو رونالدو (لاعب ونجم نادي سبورتينغ ليشبونه السابق) الأفضلية لفريقه ريال مدريد على حساب خصمه أتليتكو في النهائي، حيث ستحتشد جماهير ليشبونه للوقف مع نجمها السابق ودعمه للفوز بالكأس الغالية، إضافة لذلك يضم ريال مدريد في صفوفه كلاً من البرتغاليين.. المدافع بيبي والظهير الأيسر كوينتراو مما سيسهم في تواجد الدعم الجماهير للفريق الملكي بصورة أكبر من الروخي بلانكوس الذي يضم بين صفوفه لاعباً واحداً من البرتغال وهو لاعب الوسط تياغو مينديز نجم نادي بنفيكا فيما مضى.
ويرى البرتغاليون أن تتويج رونالدو بالكأس الأوروبية للمرة الثانية في مسيرته الكروية بعد فوزه نسخة 2008م مع مانشيستر يونايتد سيمنحه شحنة معنوية كبيرة للتألق مع منتخب بلاده في مونديال البرازيل القادم.
رونالدو: بإمكاننا إحراز هدف من خمس لمسات
تحدث هداف دوري الأبطال ونجم الفريق الملكي عن رؤيته للنهائي المنتظر قائلاً عبر موقع اليويفا: «ستكون مباراة خاصة للغاية، سنخوضها في بلدي، وهذا أول نهائي لي مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، وأمام أتلتيكو مدريد الذي قدم مستويات رائعة على مدار الموسم، لكننا سنواجههم بهدف تحقيق الفوز والتتويج بالكأس العاشرة، لدينا ثقة كبيرة، فنحن فريق سريع، بإمكاننا إحراز هدف من خمس لمسات، نسجل العديد من الأهداف ونمتع الجمهور بأدائنا وبأسلوبنا الهجومي القوي، نبحث عن إسعاد الجماهير وإمتاعهم».
وعن مدربه الإيطالي كارلو أنشيلوتي قال رونالدو: «مدرب يمتاز بالهدوء الذي نقله لنا، نلعب بدون ضغوط، إنه شخص إيجابي للغاية، أحب العمل معه».
وعن اللقب العاشر قال كريستيانو: «نبحث عنه منذ سنوات طويلة، منذ اليوم الأول لي هنا شعرت بهذا الشغف، الآن أمامنا خطوة صغيرة لتحقيق الحلم».
الجدير بالذكر أن رونالدو سيلعب النهائي رغم إصابته التي لن تعيقه عن الجري والتسجيل للظفر بالكأس الفضية ذات الأذنين.
سيموني الساعي لتحقيق المجد الأوروبي
تحدث المدرب الأرجنتيني دييغو سيموني قبل النهائي عن وضعية فريقه للصحفيين قائلاً: «دائماً ما نتوقع الأفضل، نتدرب ونعمل جد لتقديم أفضل ما لدينا، وهذه المباراة هي بالفعل مباراة مصيرية ستأخذك إلى أينما ستأخذك إليه، ونحن نتشارك اللعب ونفهم بعضنا بطريقة مختلفة عن ريال مدريد وبرشلونة الذين يعتمدون على شراء القوة، ومع ذلك أثبتنا بأننا نداً لهم وبإمكاننا هزيمتهم بأسلحة مختلفة، خاصة في الليجا»، وأضاف سيموني: «أعتقد بأن الشباب لديهم كل الحق للاحتفال بما أنجزوه في الليجا، وعليهم أن يستمتعوا بالنجاح الذي تحقق قبل أسبوعين من النهائي، ومن ثم يجب علينا التحضير جيداً لفرصة فريدة من نوعها، وأتمنى أن يقدم اللاعبون كل ما لديهم خلال المباراة النهائية.