يبدو أنّ إدارة نادي الهلال لا تستفيد إطلاقاً من الدروس التي تتعرض لها، وأصبحت تـُكرر نفس المشهد بأسلوب غريب وعجيب جعل المشجع الأزرق لا يثق كثيراً في عملها.
فمنذ انتهاء لقاء الفريق الكروي الأول أمام بونيودكور الأوزباكستاني ضمن إياب دور الستة عشر للبطولة الآسيوية، والتي بموجبها تأهل الفريق للمرحلة القادمة، ورئيس النادي يـُصرح بأنهم سيحيلون ملف المدير الفني سامي الجابر لأعضاء الشرف لتدارس بقائه من رحيله، وكرر الحديث نفسه في الظهور الفضائي قبل أيام قلائل، وفي اللقاء المـُنتظر مساء البارحة والذي استمر خمس ساعات والجماهير ساهرة تنتظر مستقبل فريقها، غرّد رئيس النادي ونائبه قائلين بأنه سيصدر بيان من المركز الإعلامي بالنادي لإيضاح كافة النقاط المتعلقة بهذا الشأن، إلاّ أنّ شيئاً من ذلك لم يحدث بعدما جاء البيان بطريقة غامضة وأن القرار النهائي سيتحدد خلال أيام ..
وحول هذه " الدراما" والأقرب لـ"المسرحية"، وبعيداً عن بقاء المدرب من عدمه أو حتى نجاحه من فشله، جاء التساؤل الأبرز كيف يقيم أعضاء الشرف عمل مدير فني؟
حيث كان من الأولى أن يكون هناك لجنة فنية متخصصة تقوم بهذا الأمر، وكان لزاماً على الإدارة استشعار اهتمام الجماهير البالغ بمثل هذا الموضوع والبت فيه، وعدم ترك المجال للتأويلات وإفساح الفرصة لـ ( المتمصدرين)، وكان من الواجب الإحساس بأنّ هناك جماهير عاشقة حد الثمالة، لن يغمض لها جفن حتى تعرف مصير فريقها، فضلاً عن الشعبية الجارفة التي يحظى بها المدرب واللاعب الأسبق.. والتداعيات الجماهيرية والإعلامية سواءً في بقاء أحد أساطير المملكة أم رحيله.
عدم التعامل المثالي مع مثل هذا الموقف والذي فتح الباب للكثير من الأقاويل، منها عدم رغبة بعض أعضاء الشرف في بقاء المدرب ومنها خشية نجاح المدرب ومنها معرفة رغبة الجماهير في بقاء المدرب، حتى تبرئ الإدارة نفسها من أي إخفاق ـ لا سمح الله ـ، ومنها أيضاً أن الأمر محسوم سلفاً ولم يفصح عنه بسبب الخوف من ردود فعل غير متوقعة جاء ليؤكد للمرة الألف أن ( إدارة الكرة) تحتاج لفكر عال قبل أن يكون اجتهادات أو على نظام ( أنا أدفع ... إذاً رأيي هو الصواب) أو بطريقة ( أنا أفهم ما لا تفهمون).
المؤكد أنّ هذه الجماهير الغفيرة لا تستحق ما تعرضت له من استفزاز وتلاعب بالمشاعر ( رحل المدرب ... بقي المدرب)، لاسيما وهي تقف دائماً وأبداً وفي كافة الظروف والأحوال مع الفريق بإقرار الإدارة نفسها.