كن كشجرة الزيتون

شجرة الزيتون.. هي آية من آيات الله عز وجل وأعجوبة حيرت العلماء والباحثين ولطالما فخر بها الفلاحون منذ القدم وحتى هذا العصر..بنموها وفوائدها وجمالها وشموخها وامتداد عطائها حتى ألفي عام...

كان العظماء يتهادون زيتها ومن يعلمون يتداوون بها وبعدما أوصى بها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام زاد الاعتناء بطبِّها..ماؤها وزيتها وخشبها وورقها.. ظلها وحتى بقاياها.. لكل شيء منها نفع بلا نضوب..

وإليك هذه الوصايا المستلهمة منها لتكن مباركا:

1 - كن في نمو ذاتي طول العمر ولا بأس أن تنمو في البدء ببطء..والنمو الذاتي هو نمو أخلاقك الفاضلة وسلوكياتك الطيبة وإنجازاتك الزاخرة في أدوارك: إيمانك وأسرتك وعلمك وعملك ومجتمعك.

2 - كن مورقا طول العمر فمهما واجهت من فصول الظروف والأحوال ومن لا يخلو! كن مورقا بأخلاقك.

3 - قف واثقا على أرض ثابتة من قيم وثوابت ليكُن جذعك صلبا لا يكسره الهوان ولا يؤثر عليه المرجفون بأي قول أو فعل مشين..أبدا للإحباط لا تستسلم.

4 - اعلم وفِّقت للعز أن الثمر الثمين في أي شيء شئت لا يأتي سريعا وبلا أي عناء بل عناية وشموخ وجهد دؤوب لا يراه الكثيرون في البداية لكنه عندما يستمر لشهور وأعوام يبدو أكثر عظمة ويُتَسابق لثمره الأطيب والألذ والأجود.

5 -إذا نموت وعيا وفهما وامتدت أغصانك مورقة هنا وهناك فكن ملجأ يستظل به, لا تبخل مد يدك للعون بقدر ما يمكنك, ولا تقف أو توقف النفع.

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

6 - في أي دور كنت كن ناعم القول ولين الجانب ولكن لا إمعة ألا ترى ورقة الزيتون لامعة نضرة عطرة ولكنها لا تقبل كسرها بسهولة!

7 - تجدد ونوع إنجازاتك في دنياك ولا تظل على وتيرة واحدة طيلة عمرك كي لا تمل فتجف.. أزهر وتجدد تزهر لك الحياة.

8 - كن دُرِّيا مضيئا.. لا أجمل من أن تتغير للأفضل فلا تعجز وتخجل أو تؤجل وتسوف ..بدّل الغلظة بالرحمة والسلبية بالإيجابية والصراخ بالهمس والحواجز باللمس...عش حياتك ناضج العقل وصفيَّ القلب.. سليم الفعل.. لطيفَ القول.. قريب النفس.. بسيط الروح.. تنعم وتسعد.

9 - احرص على شغل وقتك فإذا ما رحلت عن الحياة كانت خزائنك ملأى وذكرك باقيا لا بحسب أو نسب وجاه بل بالخير والنفع الممتد الذي لا موطن له.

10 - كن رمزا للسلام وبشيرا للأمان أينما حللت وارتحلت كلما لجئ لك أو أفصح إليك..بث ذلك من خلال مبسمك ومصافحتك وتسامحك وفخرك وتشجيعك من خلال ألفاظك وأفعالك ولغة جسدك مع الكل بلا أي استثناء.

11 - شارك في مواسم الفرح والسعادة فهي مواسم قطاف الجهد من نجاح أو ترقية أو زواج أو تكريم بهدية ولو كلمة طيبة نابعة من القلب ولا تتأخر وإن نسيت أو تعذر عليك لا تلغيها..بادر لما يعمّر الحب في قلبك ويرسخ الود مع غيرك.

12 - إذا سقطت أجزاء من خططك وأهدافك فلا تُذهل وتحزن.. إن ذلك لا يعني أبدا سقوطك وانتهاءك! فالمعدن باق والكثير من السقوط يصقل الإنسان واعلم أن سقوط الزيتون عن الشجر له أسباب عديدة ولكن ليس منها النضج! هناك طرق أخرى بانتظارك.

13 - اعلم أنك في الحياة ستخوض الصعاب وستواجهك المفاجآت ولسوف تأتيك الأحداث بما لم تحط به خبرا من تمرحل وتغير-كما يصنع بحبات الزيتون-ولكن إذا كان الرضا والصبر وبُعد النظر منهجك..عظمت مكاسبك ونلت العوض أضعافاً.

14 - قدم نفسك أحسن تقديم فقد خلقك المولى عز وجل بأحسن تقويم لا تهملها ولا تدسها وزكها بفعل الخير وادفعها إليه دفعا.

وقود لحياتك:

كل شيء في هذه الحياة يدفعنا لأن نكون أفضل..نشُع خيرا..نبني عزا ومجدا..نسعد ونهنأ..فلا تتأخر فتُحرم.

- أ. هدى بنت ناصر الفريح