طالب فضيلة رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الرياض الشيخ عبد العزيز بن صالح الحميد المتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي على شبكة المعلومات الدوليَّة «الإنترنت» بالتثبت عند استخدام هذه الوسائل، وقال فضيلته في حديث لـ«الجزيرة»: إن واقع المجتمع اليوم وعبر وسائله الإعلاميَّة المختلفة وخاصة في التويتر والفيسبوك وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى يأتي سيل كبير من الأخبار فيها الصحيح وفيها الكذب لكن الناشر والمتلقي لا يسلكان المنهج الرباني الذي ورد في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات، ففي هذه الآية نداءٌ إلهيٌّ عند تلقى الأخبار أن نتثبت منها قبل نشرها وإذاعتها بأي وسيلة سواء في مجلس ما أو وسيلةٍ إعلاميَّة مقروءة أو مسموعة أو مرئية، وحتى عند التثبت فيها لا بُدَّ من المقارنة بين الصالح في نشرها أو عدم نشرها وهل في نشرها خير لمن يتلقاها أم عدم نشرها أولى وأصلح.
ودعا فضيلته المسلمين بعامة ومن يتعاملون مع التقنية الحديثة بمختلف وسائلها إلى التثبت عند نقل الأخبار دون معرفة بمصادرها ومصداقيتها، مشيرًا إلى أن هناك من يفرح بل يستعجل في نشر ما يصله عبر هذه الوسائل وهذه الأخبار تمس شخصيَّة إنسان أو أمن دولة أو عرض إنسان أو إِنسانة غافلة أو أمنًا صحيًّا أو غذائيًّا مما جعل هناك الكثير من البلبلة والهرج والمرج دون أيّ مصلحة منتظرة، إننا جماعة وأفراد أمام مسؤولية مجتمعية بل مسؤولية تماسك المجتمع وأمنه واستقامته ومستقبله نحو ما ينشر من أخبار والأمثلة على ذلك كثيرةٌ مما يصل من أخبار كثيرة كما أسلفت تعج فيها المواقع الإلكترونية والجوالات.
وشدَّد الشيخ الحميد على أن من أهم أخلاقيات المسلم ومن أهم ما يجب عليه وهو يعيش في هذه الحياة أن يكون مفتاحًا للخير عاملاً له داعيًا إليه ولهذا قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (طوبى لعبد جعله الله مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر، وويل لعبد جعله الله مفتاحًا للشر مغلاقًا للخير) لا يمكن للمجتمع أن يعيش في سلام وأمن وارتياح مع وجود أفراد من المجتمع يسعون إلى بذر الفتنة ونشرها بل ونقلها دون تثبت ودون استيضاح، فكل فرد يجب عليه نحو مجتمعه واجبات عديدة هو مسؤول عن كل واحدة منها لكنّ هناك واجبًا يتصدر تلك الواجبات ذلكم هو البعد عن نشر الأخبار الكاذبة، بل إن التثبت في كلِّ خبر أمر رباني.
وانتهى فضيلة رئيس محكمة الاستئناف إلى القول: إن للأسرة دورًا في توجيه أفراد المجتمع الأب والأم والأخ الكبير بل المعلم له دور في توعية الطلاب حيال ذلك بل الدعوة تمتد إلى عقد دورات إرشاديَّة تنشر الوعي في المجتمع والإمام والخطيب والداعية الجميع مطالب بإيضاح وجوب التثبت في نقل وإشاعة الأخبار أيًا كانت تلك الأخبار بل هناك خصوصيات تنتقل عن طريق الخطأ إلى شخص ما فبدلاً من سترها وتنبيه صاحبها يقوم بنشرها وكم تترك من آثار نفسية واجتماعيَّة وأسرية سيئة بل لا استبعد أن يكون نشر هذه الخصوصية سببًا في هدم أسرة وتشتيت أولاد، فعلى كلّ واحد منّا أن يسعى إلى علاج هذا الخلل الاجتماعي الذي بدأ واضحًا انتشاره انتشارًا لا يعود على الجميع بالخير.