نفى مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي سلطانة بمدينة الرياض الشيخ عبدالله بن ناصر الصالح أن المكاتب التعاونية تنشط في دعوة الوافدين من غير المسلمين وتقصر في دعوة أبناء الوطن بدليل أن الدروس والمحاضرات والكلمات لا يكاد يخلو منها حي من الأحياء السكنية طوال العام.
وكشف الشيخ عبدالله الصالح في حواره مع «الجزيرة» أن من أسباب ضعف العمل الدعوي في جانب النساء هو إحجام بعض الداعيات والأخوات المؤهلات علماً وخبرة وتجربة عن المشاركة في الصروح الدعوية.
كما تناول الحوار جانباً من المناشط التي يضطلع بها المكتب التعاوني بسلطانة.
مشيراً إلى الإنجازات التي حققها المكتب خلال الفترة الماضية.. وفيما يلي نص اللقاء:
) ما أبرز ما حققه مكتب سلطانة التعاوني من منجزات خلال الفترة الماضية؟
- حقق المكتب منذ افتتاحه في شهر جمادى الأولى من عام 1414هـ حتى نهاية عام 1434هـ العديد من الأعمال الدعوية حيث أقام عدداً من الدورات العلمية في صيف كل عام في عدد من الجوامع التي يشرف عليها (كجامع شيخ الإسلام ابن تيمية بسلطانة وجامع الراجحي بشبرا وجامع الصانع بالسويدي) بلغت (43) دورة، كما أقام المكتب عدداً من المحاضرات التي شارك فيها نخبة من العلماء وطلاب العلم بلغ عددها خلال الفترة الماضية (2960) محاضرة بما فيها محاضرات الجاليات، وبلغ عدد الدروس العلمية (16.014) درساً بما فيها دروس الجاليات بمختلف اللغات، فيما بلغ عدد الكلمات التوجيهية والتوعوية (24.999) كلمة بما فيها كلمات الجاليات، بالإضافة إلى طباعة عدد من الكتب والمطويات ونسخ الأشرطة وتوزيعها تم توزيع (5.690.911) نسخة من المطبوعات، وترجمة ما يقارب (107) عناوين ببعض اللغات من مطويات ورسائل، وأقام المكتب (15) ملتقى للجاليات لعدة جنسيات، كما تم تسيير رحلات للعمرة للجاليات وغيرهم بلغ عدد المستفيدين منها (1837) شخصاً.
وقد اعتنق الإسلام عن طريق المكتب (5.503) أشخاص ما بين رجل وامرأة. نسأل الله تعالى لنا ولهم التوفيق، والثبات على هذا الدين حتى نلقاه، وقام دعاة المكتب بجولات دعوية بلغ عددها (4.796) جولة، كما تم تفطير (700) شخص يومياً خلال شهر رمضان لكل عام على مدى عشرين عاماً في عدة مواقع يشرف عليها.
) وما أبرز المناشط الدعوية التي تؤدونها؟
- أبرز المناشط الدعوية التي يؤديها المكتب تتمثل في إقامة الدورات العلمية في صيف كل عام يقوم فيها نخبة من العلماء وطلبة العلم بتدريس عدد من المتون العلمية ويحضرها عدد كبير من طلاب العلم من داخل الرياض وخارجها وبعض الطلاب من خارج المملكة، وإقامة المحاضرات والندوات لعدد من العلماء، وإقامة الدروس العلمية في كثير من الكتب في العقيدة والتفسير والحديث وغيرها، وإلقاء الكلمات التوجيهية والتوعوية لعدد من الدعاة، وترجمة الكتب والرسائل النافعة إلى عدد من اللغات التي تحتاجها الساحة الدعوية، إضافة إلى دعوة غير المسلمين إلى الإسلام عن طريق تزويدهم بالكتب المناسبة التي تبين لهم فضل الإسلام وبيان محاسنه.
* وما أكثر الأعمال الدعوية تأثيراً وتحقيقاً للفائدة المرجوة في أوساط المستهدفين؟
- تعد الأعمال الدعوية الأكثر تأثيراً وتحقيقاً للفائدة المرجوة في أوساط المستهدفين هو الإلقاء من خلال المحاضرات والكلمات والدروس باللغة العربية وغيرها، والدورات العلمية الصيفية وغيرها.
وكذلك نشر الكتب والمطويات ونحوها ونسخ الأشرطة وتوزيعها، كل ذلك باللغات المختلفة، استخدام التقنية الحديثة وذلك بإرسال رسائل هادفة عبر برامج الجوال المختلفة، وكذا الجولات الدعوية لمترجمي المكتب لدعوة غير المسلمين، وتوعية وتعليم المسلمين وحديثي الإسلام.
*) ما اقتراحاتكم لتوفير دعم ثابت للمكاتب التعاونية؟
- لا شك أن المكاتب تعاني في المرتبة الأولى من نقص في الموارد المالية وتعتمد بعد الله تعالى في توفير مصروفاتها على التبرعات والهبات وللأسف فإن البعض يستمر على هذا النهج وهو الاعتماد على التبرعات معتقداً أن هذا الأمر سيستمر دائماً وغفل عن تطوير هذا الدعم لإنشاء مورد دائم ولكي تكون لهذا الدعم صفة الديمومة بإذن الله فلا بد من تطويره وتنميته واستثماره في أوقاف يكون صرف ريعها في أمور المكتب ولا شك أن الأوقاف هي المورد المالي الأمثل والثابت لبقاء أي عمل دعوي أو خيري بعد توفيق الله ومتى توفر المورد المالي الثابت للعمل الدعوي الذي هو الشغل الشاغل لمنسوبي المكاتب جعلهم في فسحة من الأمر في التفكير والتخطيط والتطوير لأعمالهم وأنشطتهم الدعوية وبذلك يكون التفرغ لتحقيق طموحات أعلى بإذن الله تعالى.
* تنشط كثير من المكاتب التعاونية في دعوة المقيمين وخصوصاً غير المسلمين في حين تقصر كثيراً في دعوة أبناء الوطن.. ما هو السبب في ذلك وكيف يمكن تدارك الأمر؟
- ليس صحيحاً أن المكاتب تنشط في دعوة الوافدين وخصوصاً غير المسلمين وتقصر في دعوة أبناء الوطن بدليل أن الدروس والمحاضرات و الكلمات لا يكاد يخلو منها حي من الأحياء على مدار السنة في المساجد والجوامع وكذلك البرامج الدعوية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن الخلل في إحجام كثير من الشباب عن الاستفادة من تلك المناشط والاطلاع على تلك البرامج والاستفادة من هذه الدروس وغيرها، وكذا الأمر بالنسبة لبقية البرامج.
* ما السبل لتعزيز المناشط المتعلقة بالمرأة؟
- المرأة مكلفة بالأوامر الشرعية كالرجل وقد نقل نساء النبي صلى الله عليه وسلم للأمة كثيراً من الأحكام الخاصة بالنساء، وغيرها من الأحكام والآداب.
وللمرأة دور كبير في الدعوة والإصلاح إذ هي المربية الأولى للأجيال من بنين وبنات فبصلاحها يصلح المجتمع بإذن الله تعالى. وقد قال الشاعر:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
والناظر في الواقع يرى من الجهود الطيبة في جانب النساء الشيء الكثير ويبرز ذلك من خلال الأقسام النسائية في المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ومالها من جهود في الدعوة والتوجيه والإصلاح بالوسائل المتاحة إلا أن العمل الدعوي في جانب النساء لا يزال ضعيفاً وهو دون المستوى المطلوب، ولعل إحجام بعض الداعيات والأخوات المؤهلات علماً وخبرة وتجربة عن المشاركة في هذه الصروح الدعوية والسعي إلى الارتقاء بها هو أحد أسباب ضعفها كما أن فسح المجال للداعيات إلى الله سبحانه وتعالى على بصيرة، ومن يُرى أنها أهلٌ للعمل الدعوي بالمشاركة في الدعوة يعد سبيلاً لتعزيز المناشط الدعوية المتعلقة بالمرأة.
* تعتبر الأعمال الخيرية والإنسانية من أهم أسباب الدخول إلى قلوب الناس وكسبهم لإيصال رسائل دعوية معينة .. ما هي نشاطاتكم في هذا الجانب؟
- نعم الأعمال الخيرية والإنسانية من أهم أسباب الدخول إلى قلوب الناس ولذلك فقد سعى المكتب إلى استغلال المواسم مثل الأعياد وشهر رمضان ومشاركة الناس تلك المواسم بإقامة المسابقات وهدايا العيد وغيرها لكسب قلوبهم وإيصال رسالة المكتب إليهم ويهدف من ذلك إلى نشر العقيدة الصحيحة بينهم، وبيان أحكام الشريعة وآداب الإسلام، وضرورة الالتزام بها وذلك بطباعة الكتب ورسائل أهل العلم الموثوقين الراسخين في العلم من السابقين ومن المعاصرين وتوزيعها بينهم، ونشر فتاواهم على وسائل التقنية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.