من غير اللائق ولا المنطق أن نضع مجموعة من الشباب نجحوا «مؤقتاً» في وسائل الترفيه البديلة، وأقصد هنا «اليوتيوب أو الكيك»، أقول من غير اللائق وضعهم في مصاف النجوم حتى وإن وصل متابعوهم بالملايين.
هذا ليست عصا أضعها في دواليب عجلتهم، ولا محاولة مني لتكسير مجاديفهم، ولكن هذا الانفجار غير طبيعي، ولا يمكن أن نجعله «مقياساً» للنجاح أو للموهبة ذات النَفَس الطويل.
باستطاعتك نيل الشهرة بسرعة «الضوء» حالما توافرت لك ظروف مع قليل من الحظ، لكن حتماً هذه الشهرة لا تستطيع القبض على «جمرها» أو «حلاوتها» طويلاً، لأن الكثير يسقطون مع الاختبار «الحقيقي « الأول.
سنضرب أمثلة ولا ضير، لنماذج سقطت في فخ الشهرة من الوهلة الأولى ومثال ذلك فهد البتيري وبدر آل زيدان ومرعي، وغيرهم، وهؤلاء الشباب موهوبون في طبيعتهم، وبعضهم توفرت له روافد أخرى غير الموهبة جعلته» يسحب» مئات الآلاف من المتابعين.
الموهبة هي هبة من الله، وكذلك هي الشهرة، لكن هاتين الميزتين، لا يمكن استمرارية إحداهما إلا بصاحبتها، عدا ذلك فهو حظ من الله.
جيل جديد من المشاهير « فاضت» به وسائل الإعلام الحديث، ويحدثنا البعض أن هؤلاء الجيل لم يعد يتحدث مع الناس إلا من عالٍ وكأنه امتلك مفاتيح النجاح واستخرج حجة استحكام على مقعد القمة.
صدقوني لن يطول أمد هذه النماذج كثيراً، وربما هم اليوم يلعبون دور الفراش الذي يبهره ضوء النار فيقترب كثيراً من دون حساب حتى يحرقه، ليأتي بعده فراش آخر يفعل فعلته دون اعتبارٍ بمن سبقه.
طفرة الشهرة عند البعض جعله غير مصدقٍ لما يجري حوله، وكثير من هذه الحالات سقط في أول اختبار له، فبات بعضهم «يهذي» بحديثٍ لا يمكن قبوله من شخص تحوَّل من إنسان عادي إلى شخصية تحت دائرة الضوء، إنها لعنة الشهرة الزائفة.
النجومية هي حالة إبداعية تراكمية تبلورت من خلال رصيد كبير من التعب والجهد، وهي لم تكن وليدة اللحظة ولنا في جيل الكبار مثالٍ ودليل، نستفيد من حالتهم السابقة واللاحقة.