كشف مصدر أمني فلسطيني رفيع المستوى لوكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة «معاً» أن القيادة الفلسطينية تدرس الآن وقف الاتصالات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي في أعقاب التصعيد الإسرائيلي الأخير الذي أدى إلى قتل شابين فلسطينيين برصاص حي أطلقه جنود الاحتلال بشكل مباشر على صدورهم في مظاهرات شعبية بمدينة رام الله إحياءً لذكرى نكبة فلسطين. وأوضح المصدر عينه أن إسرائيل صعّدت وقتلت شابين فلسطينيين وأصابت العشرات بينهم إصابات خطيرة وبالرصاص الحي الذي أمطرت به الشبان وخصوصاً في رام الله، وعشرات الإصابات بالمطاط والغاز في مدن الضفة الغربية في صفوف فلسطينيين سلميين خرجوا لإحياء الذكرى الـ 66 لنكبة شعبهم، إضافة لإدارة إسرائيل ظهرها عن القوانين الدولية وحق الشعب الفلسطيني بتقريره مصيره واستمرارها بالبناء الاستيطاني وغيرها من الانتهاكات اليومية بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته وأرضه، ما دفع القيادة لدراسة وقف الاتصالات الأمنية مع الجانب الإسرائيلي.
بدوره قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، صائب عريقات أمس الأول الخميس: إن اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري في لندن لم يسفر عن جديد فيما يخص جهود إحياء عملية السلام. وأضاف عريقات في تصريحات إذاعية أن عباس عرض خلال اللقاء الموقف الفلسطيني الثابت من استحقاقات عملية السلام بوقف البناء الاستيطاني والتركيز على بحث قضية الحدود في حال استئناف المفاوضات. وشدد عريقات على ضرورة الاستناد للمرجعيات الدولية وليس البحث عن أي مرجعية جديدة للتفاوض، والوقف الفوري للاستيطان بشكل تام وبكل أشكاله باعتباره تقويضاً لحل الدولتين. واجتمع عباس وكيري في لندن مساء أمس الأول الأربعاء، للمرة الأولى منذ انتهاء مهلة التسعة أشهر لمفاوضات التسوية بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي نهاية الشهر الماضي دون التوصل لاتفاق. وإلى جانب جهود استئناف مفاوضات التسوية، تناول اللقاء اتفاق تنفيذ المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس الذي أعلن في 23 من الشهر الماضي ومشاورات تشكيل حكومة توافق وطني. وقال عريقات بهذا الصدد: إن موقف الرئيس عباس واضح وثابت بأن المصالحة الفلسطينية هي مصلحة وطنية عليا ولا تتناقض مع عملية السلام بل تدعم إنجاح المفاوضات وفق رؤية حل الدولتين. وفي سياق متصل، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» جريمة إعدام جنود الاحتلال الصهيوني لشابين فلسطينيين أمام معتقل عوفر الصهيوني قضاء مدينة رام الله، جريمة أخرى تُضاف إلى جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعب فلسطين منذ النكبة، واستمرار للظلم التاريخي الواقع بحق الشعب الفلسطيني. وقال المتحدث باسم حركة فتح «أسامة القواسمي» في بيان صحافي: «إن هذه الجريمة تعبر عن العقلية الدموية الإجرامية التي تحكم إسرائيل، القائمة على القتل والاستيطان والاعتداءات اليومية بحق شعبنا الفلسطيني». وسبق وأن وأكدت حركة فتح بمناسبة ذكرى نكبة فلسطين الـ 66 في بيان صحافي: «إما الأرض والبيت بسلام أو التضحية والفداء حتى نعود»، في إشارة إلى العودة لمقاومة الاحتلال بالكفاح المسلح. فيما اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي»محمد المدني»، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي أدلى بها الخميس، ليست سوى تحريض للإسرائيليين وتضليلهم ضد أبناء الشعب الفلسطيني. وكان نتنياهو قد صرحأثناء تفقده مرفقاً رياضياً في القدس أن السلطة الفلسطينية تُحرض الأطفال الفلسطينيين على وجوب زوال دولة إسرائيل، وأن الرد على ذلك يجب أن يكون بالبناء الاستيطاني في كل إسرائيل خاصة في القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل. وقال المدني في بيان صحفي: «إن نتنياهو يعاني من هذيان سياسي ويبدو أنه يعاني من عمى ألوان ولم يعد يميز بين مَنْ يُحرضُ على مَنْ».