مرت عشرة أعوام على إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، وقد نظم القائمون على المركز لقاءات على شكل ندوات في الخبر وجدة والرياض، وكانت هذه اللقاءات بمثابة جلسات عمل شارك فيها العديد من المثقفات والمثقفين جمعت بين النخب المتميزة والكتاب الصحفيين وأساتذة الجامعات والمختصين والطلبة المتميزين من الشباب لتقييم مسيرة المركز.
أمس كانت الندوة الأخيرة في سلسلة لقاءات المركز، ومثل ما سبقها من لقاءات جمعت كوكبة متميزة من النخب الثقافية والشباب المختص من الشابات والشباب.
ندوة الأمس التي رأسها الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وشاركه في إدارة جلسات العمل الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن المعمر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبحضور الدكتور فهد السلطان الأمين العام المساعد، وقد حفلت جلسات العمل الثلاث بطرح معمق من الحضور امتزج فيه تقييم مسيرة المركز طوال العشرة أعوام الماضية، وعرض تصورات واقتراحات المشاركين لتطوير وتفعيل مسيرة المركز، ولم تخلُ مداخلات المشاركين من نقد إيجابي مع عدم إغفال الإنجازات الكبيرة التي حققها المركز، وبالذات التأسيس لثقافة الحوار، والتي أصبحت واقعاً ملموساً حتى وإن أظهرت مداخلات المشاركين في جلسات العمل الثلاث تقليلهم من قوة تأثير المركز في جعل ثقافة الحوار واضحة وحاضرة لدى المجتمع السعودي، وهو برأيي بخص حق المركز وحقوق العاملين عليه، إذ أرى -ومن خلال معايشة لتأثير ثقافة الحوار في محيطي الأسري والعمل- تأثيرات إيجابية، فمن خلال دورات المدربين التي أقامها المعهد للعديد من المواطنين كانت حصيلة أسرتي انخراط ثلاثة من العائلة في برامج التدريب التي قدمت للوطن أكثر من مليون مدربة ومدرب، أسهموا في التأسيس لثقافة الحوار في المجتمع، وقد لمست شخصياً التأثير الإيجابي فيما حققه هؤلاء المدربون من خلال ارتقاء وسمو الحوار والنقاش بين أبنائي شخصياً بعد تشربهم بثقافة الحوار وآدابه بعد تطبيق من تدرب في الأسرة في برامج التدريب التي نظمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار.
هي بداية، وكما أوضحت في مداخلتي في جلسات العمل أمس، بأن الأعمال الكبيرة تحقق إنجازات كبيرة، وإن بدأت بدايات يظنها البعض بسيطة، إلا أنها لا بد وأن تحقق تغيراً كبيراً خاصة في سلوكيات المجتمع التي تحتاج إلى جهود كبيرة، آمل وكل مواطن سعودي أن لا تبقى فقط مقصورة على جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي يستحق منا ليس الدعم فقط بل والمشاركة في جهوده لتحسين بيئة المجتمع وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال تعلم كيفية التفاهم بيننا.