اتهمت بكين أمس الخميس الحكومة الفيتنامية «بالتواطؤ» مع مشاركين في التظاهرات المعادية لها التي شهدتها فيتنام في الأيام الماضية وأسفرت عن مقتل صيني ومئات الجرحى وسط مخاوف من تصاعد هذه التحركات المناهضة للصين. واندلعت أعمال العنف هذه الثلاثاء في جنوب فيتنام احتجاجا على إقامة الصين لمنصة نفطية في مياه تتنازع السيادة عليها مع هانوي.
وأعلنت الحكومة التي تواجه تظاهرات لا سابق لها منذ عقود أن أعمال العنف امتدت الى 22 من أقاليم فيتنام الـ 66.
ووعدت هانوي التي يحكمها نظام الحزب الوحد لا يسمح بأي احتجاج عادة باتخاذ «إجراءات قاسية» لاستعادة السيطرة على الوضع قبل ان تثير هذه الحوادث خوف المستثمرين.
وقال وزير التخطيط والاستثمارات بوي كوانغ فين «طلبت من رئيس الوزراء اتخاذ إجراءات قاسية»، مشيراً الى ان اعمال العنف طالت 400 شركة. لكن في بكين، قالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونيينغ إن موجة العنف هذه الموجهة ضد مصانع ومكاتب شركات صينية «مرتبطة بتساهل الحكومة الفيتنامية وتواطئها مع جزء من القوى المحلية المعادية للصين ومثيري شغب».
ووقعت الاضطرابات الأخيرة في وسط فيتنام في اقليم ها تين على بعد نحو 500 كلم عن هانوي. وبعد اعمال نهب في مناطق صناعية في الجنوب، استهدفت الأعمال الانتقامية الشعبية ليل الأربعاء - الخميس مصنعاً للفولاذ تابعاً للمجموعة التايوانية فورموزا. وقال المسؤول المحلي كوك كان لوكالة فرانس برس ان «عاملاً صينياً قتل»، موضحاً ان ثلاثة مبان مخصصة لسكن العمال الصينيين أحرقت في موقع فورموزا.
وقال الدبلوماسي التايواني في هانوي هوانغ شيه بينغ لفرانس برس ان «قرابة مئة عامل صيني في المجموع أصيبوا بجروح».
وأضاف ان «مثيري الشغب رحلوا لكننا نحشى ان يعودوا». وكان متظاهرون معادون للصين أحرقوا الثلاثاء أكثر من عشرة مصانع في المنطقة الصناعية في مدينة هوشي مينه سايغون السابقة، العاصمة الاقتصادية للبلاد والواقعة في الجنوب.
وعبرت الصين حينذاك عن «قلقها العميق» من هذه الحوادث. وقالت السلطات ان شرطة مكافحة الشغب نشرت في المدينة وعاد الهدوء اليها.
وشارك آلاف الفيتناميين الذين يعملون في هذه المناطق الصناعية الممولة برؤوس أموال أجنبية وتشكل عنصراً أساسياً في الاقتصاد الفيتنامي.
وقدرت السلطات عدد هؤلاء المشاركين بعشرين ألفا بينما قالت الشرطة الأربعاء إنها اعتقلت 500 منهم. وأدت أعمال العنفلى إغلاق مؤقت لعدد كبير من المصانع التي يزود بعضها شركات أميركية كبرى بينها نايكي واديداس. وذكرت الشرطة الكمبودية لوكالة فرانس برس ان مئات الصينيين المقيمين في فيتنام لجأوا الى كمبوديا المجاورة.
وقال الناطق باسم الشرطة الكمبودية كيرت شانتارث ان «أكثر من 600 صيني فروا من فيتنام الى كمبوديا امس عبر مركز بافيه الحدودي».
وحذرت الصين أمس الخميس رعاياها من السفر الى فيتنام بقصد السياحة، بينما اتهمت الصحف الرسمية الصادرة في بكين الخميس هانوي بعدم التدخل لوقف أعمال العنف.