جاء محور الجلسة التي دعيت للمشاركة فيها «الشباب والمرأة شركاء في صياغة الأمن الوطني لدول مجلس التعاون», مدخلا لتناول «دور المرأة والشباب في الأمن». وارتأيت البدء بتناول أمن الوطن والمواطن, حيث كل المواطنين شركاء في صياغة الأمن الوطني بغض النظر عن العمر والجنس. وبعد ذلك تتضاعف مسؤولية المرأة, فهي مواطنة تحمل في الحاضر مثل مسؤولية الرجل بالإضافة الى مسؤولية الأمومة الخاصة بها, ثم مسؤولية المستقبل من حيث التوجيه الفكري للجيل الذي تقوم بتنشئته.
كل مواطن شريك في تحمل المسؤولية الوطنية وله كل حقوقها!
الخلل يحدث عندما يختل الميزان فنغمط بعض المواطنين بعض حقوقهم.. أو يتخلى بعض المواطنين عن مسؤولياتهم. فيخسر جيل المستقبل مستحقاته بسبب هشاشة الشعور بالمواطنة في جيل الحاضر.
الملاحظ في المرحلة الراهنة أن الانتماء لم يعد مرتبطا بالأوراق الثبوتية الرسمية, بل تقلص الى ترابط فئة ما تشترك في صفة ما, قد تكون متوارثة كالمذهب, أو القبيلة. وقد تكون حالة وضعية كالشعور بالمعاناة أو الاضطهاد, والأفضلية الفوقية, أو الفقر والعوز.
وحين يتصاعد عدد السكان وعدد المواطنين دون أن يصاحب ذلك مأسسة تكفل حصول كل فرد على حقوقه, وتنظيم وتقنين يفرض التزام كل فرد مصنف مواطنا أو قاطنا, بالقيام بواجباته وحمايته من أطماع وتجاوزات الآخرين, فمن المتوقع أن تتشوه معادلة الانتماء ويتحول مركزها من الانتماء العاطفي للوطن يفرض الالتزام بحمايته إلى الانتماء الفئوي الذي يضمن الحماية للفرد ضمن مماثليه في الموروث أو المعاناة. يمسي الفرد مهيأ للاستجابة لإغراءات وعود الحماية والتقبل, قابلا للأدلجة الفكرية والتسخير العملي في تنفيذ ما يملى عليه. وفي هذا يتساوى الجنسان ذكورا وإناثا. وهذا لا يلغي أن المرأة بطبيعتها تسعى إلى ضمان الاستقرار الجغرافي, والرجل بطبيعته قابل لتحويل رغبة تغيير الواقع الى فعل مغامرة أو تهور يثبت قدرته التنافسية في تغيير الخرائط والأنظمة.
هنا أذكر بتأكيد بسيط ومباشر: للمرأة كل حقوق المواطنة عليها كل مسؤولياتها وعليها في مجال الأمن دور مزدوج المسؤوليات؛ كمواطن وكامرأة.
ودورها في استقرار الأمن أو قلقلته يأتي بصورة مركبة.
1 - دورها الأنثوي المعروف كأم تلد وترضع وتربي صغارها.
2 - دورها كمواطنة متعلمة تتوظف فتكون مصدر دخل ثان في الأسرة يخفف من الإحساس بضغوط العوز المادي وارتفاع تكلفة الحياة.
3 - دورها كطاقة مؤهلة بالتدريب للعمل في مجالات الأمن وفروعها.
4 - وهو الأشد حساسية أمنيا دورها كأداة تستغل لتحقيق أغراض فئات أخرى داخليا وخارجيا , سواء بعلمها ورضاها, أو بجهل منها.
والمطلوب هو تفعيل الشعور بالمواطنة بحيث تكون هي ما يرتبط بمشاعر الانتماء في السراء والضراء, فلا تكون هشاشتها عاملا يساعد في إضعاف الوطن أمام الأطماع الخارجية, أو الاختراق أو الاهتراء الداخلي.
وفطرة المرأة التي تفضل الاستقرار تجعلهاحليفا مهما لكل من يعدها به.