انطلقت أمس الأحد حملة الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من حزيران/يونيو، والتي يتوقع أن تبقي بشار الأسد في موقعه، وتأتي في خضم النزاع الدامي المستمر منذ ثلاثة أعوام.
وتضم القائمة النهائية للانتخابات التي تعتبرها المعارضة السورية ودول كثيرة «مهزلة ديمقراطية»، وستجري في مناطق سيطرة النظام، ثلاثة مرشحين هم الأسد وماهر حجار وحسان النوري.
وأطلقت حملة الأسد رسميا ليل السبت الأحد على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار «سوا» (معا).
وكتب الشعار بخط اليد باللون الأخضر، على خلفية ألوان العلم السوري (الأحمر والأبيض والأسود)، مذيلا باسم بشار الأسد وتوقيعه بخط اليد. وعرضت صفحة الحملة على فيسبوك شريطا مصورا مدته 12 ثانية، يظهر كيفية كتابة هذا الشعار.
وبث التلفزيون التابع للنظام الرسمي الإعلان صباح أمس الأحد. وعلى الطريق من الحدود اللبنانية السورية باتجاه دمشق، رفع شعار حملة الأسد ولافتات مؤيدة له، بحسب صحافية في وكالة فرانس برس.
ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت الأمم المتحدة والمعارضة السورية ودول غربية داعمة لها، من أن إجراء الانتخابات «مهزلة»، وذات تداعيات سلبية على التوصل الى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011.
ويأتي بدء الحملة الانتخابية غداة عودة آلاف السوريين السبت لتفقد منازلهم او ما تبقى منها في حمص القديمة، بعد يوم من استكمال تنفيذ اتفاق خروج مقاتلي المعارضة من الأحياء التي كانوا يسيطرون عليها، والتي فرضت عليها القوات النظامية حصارا خانقا لنحو عامين.
ودخلت القوات النظامية هذه الأحياء الجمعة بعد خروج نحو ألفي مقاتل منها مع أسلحتهم الفردية، وانتقالهم إلى مناطق يسيطر عليها معارضون في الريف الشمالي لحمص.
وبذلك، بات النظام يسيطر على كل أحياء المدينة التي كان يعدها الناشطون «عاصمة الثورة»، باستثناء حي الوعر.
ميدانيا، تتواصل أعمال العنف في مناطق عدة.
فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد عن مقتل 11 طفلا وامرأتين السبت في قصف للطيران المروحي على قرية أم العمد في الريف الجنوبي لمحافظة حلب (شمال). وتتعرض أحياء سيطرة المعارضة في مدينة حلب وريفها لقصف جوي مكثف أدى إلى مقتل المئات منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، بحسب المرصد.
وتواصلت المعارك بين النظام ومقاتلي المعارضة في ريف دمشق ومحافظتي درعا والقنيطرة في جنوب الباد، على الحدود مع الأردن.
وفي عمان، نقلت صحيفة «الرأي» الحكومية عن مصدر عسكري قوله إن «قوات حرس الحدود أحبطت صباح السبت محاولة إدخال عدد من السيارات التي تحمل مواد مهربة» من سوريا، مشيرا إلى قيام مروحية بتدمير «سيارتين وُجد بداخلهما كمية كبيرة من المواد المهربة».
وكانت طائرات سلاح الجو دمرت في 14 من نيسان/ابريل الماضي عددا من الآليات حاولت اجتياز الحدود من سوريا إلى الأردن، في حادث كان الأول من نوعه منذ بدء النزاع السوري.
وعززت السلطات الأردنية مؤخرا الرقابة على حدودها الممتدة لأكثر من 370 كلم مع سوريا. وشمل التشديد اعتقال أشخاص حاولوا العبور بشكل غير قانوني، أو الاشتباك مع متسللين.
سياسيا، يبدأ وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل هذا الأسبوع جولة تشمل السعودية والأردن وإسرائيل سيجري خلالها محادثات تطغى عليها المخاوف بشأن إيران والحرب في سوريا.
وسيتوجه الوزير الأميركي اليوم الاثنين إلى جدة حيث سيشارك في اجتماع مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي.