جازان - نايف عريشي:
بين مرتفعات جبال محافظة هروب التابعة لمنطقة جازان, يشق العم محمد العزي البالغ من العمر 70 عاماً طريقه نحو مستقبل جديد يطوي فيه سنوات الأمية, ويستقبل حياة جديدة تنير له دروب الأمل، وتساعده على اكتساب مهارات ثقافية واجتماعية جديدة. لم تقف الإعاقة أمامه للالتحاق بالحملة الصيفية لمحو الأمية, التي تنفذها وزارة التربية والتعليم في 15 مركزاً من المراكز النائية بقطاع هروب التابعة لتعليم صبيا.
ويبدأ العم محمد خروجه من منزله قبل بداية الدوام بوقت كاف على دراجة نارية (دباب)، يقودها أصغر أبنائه الذي ترك هوايته في كرة القدم للذهاب بوالده للمركز. ويقول ابن العم محمد، أحد طلاب المرحلة المتوسطة، إنه يشعر بالسعادة وهو يأتي بوالده للمركز يومياً وهو تتملكه العزيمة والإرادة في التعليم. قائلاً: تركت هوايتي المحببة (كرة القدم) التي كنت أمارسها يومياً بعد صلاة العصر لأحقق لوالدي رغبته في الدراسة. مؤكداً أنه استفاد شخصياً من خدمات المركز بعد التحاقه بالدورات التدريبية التي تخصصها الحملة لأبناء الدارسين.
وفي اتصال أجرته (الجزيرة) مع مسؤول الحملة للاطلاع على الخدمات التي تقدم للدارسين, أكد مديرها التنفيذي حسن عداوي أن الحملة تلقى إقبالاً كبيراً منذ بداية انطلاقتها مطلع الشهر الجاري؛ إذ وصل عدد الدارسين إلى 489 دارساً، يكتسبون مهارات في القراءة والكتابة، كما تقدم لهم خدمات صحية واجتماعية وخدمات بيطرية لمربي المواشي. وأشار عداوي إلى أنه تم حتى الآن توزيع 10000 وجبة غذائية تقدمها الحملة للدارسين وأسرهم مجاناً, وذلك بمتابعة وتوجيه مدير تعليم صبيا أحمد ربيع. مضيفاً بأن الحملة تقدم دورات تدريبية لأبناء الدارسين الموجودين مع آبائهم بالمركز, وذلك ضمن الأنشطة التي تقدمها الحملة.