تتسابق الشركات في مجال تطوير التقنيات الحديثة، وأصبح من المألوف لدينا مشاهدة الأجهزة اللوحية في العديد من الأماكن، التي لم نكن في الماضي نتوقع أن تصل إليها. واليوم سواء برغبتنا أو رغماً عنا أصبح لتلك الأجهزة استخداماتها الضرورية، ليس ذلك فحسب، بل تعتبر في بعض المواقع عنصراً أساسياً، وما ذلك إلا إثبات جديد على انتشار تلك الأجهزة الذكية التي احتلت موقع الصدارة في حياتنا اليومية، وأخذت الحميمية بينا وبينها بُعداً أكبر.
بالأمس ما قبل الأول، وخلال حفل تكريم قطاع العمليات الجوية بالخطوط السعودية، وهو القطاع المعني بكل ما يتعلق بالطيارين ومساعدي الطيار، تم استعراض إنجازات القطاع خلال العام الماضي، التي تضمنت عدداً كبيراً من الموضوعات والمحاور، والعجيب أن آخرها كان هو المثير فيها؛ إذ تمت الإشارة بصورة عابرة إلى الانتهاء من مشروع الحقيبة الإلكترونية (EFB)؛ إذ أفاد مساعد المدير العام للخطوط السعودية للعمليات الجوية الكابتن خالد الشماسي بأنه يتم حالياً وضع اللمسات الأخيرة لتوزيع أجهزة (IPad) على جميع ملاحي غرفة القيادة بـ»السعودية».
هذه الإشارة السريعة ليست إشارة عادية؛ فقد عادت بنا إلى الوراء، وتحديداً قبل نحو عامين، حينما أعلنت شركة إيرباص العملاقة نيتها استخدام (الآي باد) داخل كبائن قيادة طائراتها؛ إذ ستقوم تلك الأجهزة بدور قوي، هو مساعدة الطيار على قيادة الطائرة من خلال تطبيق خاص، يعمل على الكشف عن أداء الطائرة ومؤشراتها الحيوية.
من جهته، قال لـ«الجزيرة» الكابتن ممدوح علاف، قائد طائرة بوينج في «السعودية»، إن هذا الغزو المبكر للآي باد لكابينة القيادة في طائرات «السعودية» يعكس مستوى التطور الكبير في قطاع العمليات الجوية، الذي وصلت إليه مؤسستنا الوطنية على مستوى شركات الطيران الأخرى، ومن الطبيعي أن يقتصر في بداية الأمر استخدام طياري «السعودية» الجهاز على إدخال بعض المعلومات والإجراءات المتعلقة بحمولة وأوزان الطائرة والبيانات الأخرى، مثل الخرائط ومعلومات المطارات، التي كانت في السابق يتم إنجازها ورقياً بصورة يدوية، وتدريجياً ربما نرى إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة في مواكبة التطور في مجالات استخدام الأجهزة اللوحية داخل كابينة القيادة، فصناعة الطيران تتطور بشكل مذهل.