الجنرال جورج كيسي، واحدٌ من أهم وأبرز القادة الأمريكيين الذين عملوا في العراق، وقادوا قوات الاحتلال الأمريكي، أستعان به الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن لإعادة فعالية القوات الأمريكية ومواجهة الحرب الأهلية التي أشعلها المليشيات الطائفية.
جورج كيسي لم يكن ضابطاً عادياً، إذ كان مؤهلاً لمناصب عليا في التراتبية العسكرية الأمريكية، إلا أن الأحداث في محيطه وبعضها عاطفي وإداري عصفت به، والآن يظهر هذا القائد الأمريكي الذي أدار العمليات العسكرية في وقت حرج بالعراق إلى الحديث عن التجاوزات الإيرانية التي كان الأمريكيون على علم بها، إلا أنهم لم يستطيعوا الحد منها على الأقل من قبل العسكريين، لأن السياسيين والإدارة الأمريكية سواء في عهد بوش أو أوباما كان لهم رأي آخر.
يؤكد الجنرال جورج كيسي أنه، ومن خلال عمله كقائد لقوات الاحتلال الأمريكي، رأى عن كثب نشاط الإيرانيين لـ(زعزعة المنطقة)، فبالإضافة إلى ما فعلوه في العراق وما زالوا يفعلون أكثر، يقومون بدور تخريبي في سوريا ولبنان وباقي دول المنطقة. ويكشف أن نوري المالكي هو صنيعة الايرانيين، وأنه كان يتلقى تقارير عن خروقات وتجاوزات الإيرانيين ولكنه لم يحرك ساكناً.
ويوضح الجنرال جورج كيسي بأن الذي يدير الأعمال الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان هو الحرس الثوري عبر فيلق القدس الذي يرأسه الجنرال قاسم سليماني، وأن فيلق القدس له مكاتب ومراكز قيادية منتشرة في العراق، وأنه أنشأ ودرَّب ونشر العديد من التنظيمات والمليشيات الإرهابية، والبداية كانت من خلال فيلق بدر الذي أُنشئ كمنظمة قتالية في إيران أبان الحرب العراقية الإيرانية من العراقيين الذين أبعدتهم السلطات العراقية في عهد صدام حسين، كونهم من أصول إيرانية، وثبوت تعاملهم مع إيران وتعاونهم في تفجير المواقع العراقية المهمة في بغداد. وقد تشكَّل فيلق بدر من هؤلاء المبعدين، وانضم َّإليهم عسكريون مدرَّبون من الحرس الثوري، ونصب عليهم عميد الحرس الثوري هادي العامري، وكان تابعاً لحزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية برئاسة عبدالعزيز الحكيم. وقد دخل هذا الفيلق وعناصره بعد احتلال العراق خلف القوات الأمريكية، واتجه أفراده إلى بغداد رأساً، حيث قادوا عمليات النهب والقتل، ومن ثم شكَّلوا فرقاً لقتل واغتيال علماء العراق من أساتذة الجامعات وضباط الطيران العراقي وكبار الضباط العراقيين والمثقفين الذين يعارضون التغلغل الإيراني. ولهذا فإن مسمى الفيلق عند العراقيين هو (فيلق غدر) والذي كوفئ قائده هادي العامري الذي أنشق عن حزب الثورة الإسلامية عندما تسلم قيادته عمار الحكيم وانضم إلى نوري المالكي فنصبه وزيراً للمواصلات.
الجنرال جورج كيسي يصنف إيران كدولة رئيسة راعية للإرهاب، وأنها مسؤولة مسؤولية مباشرة عن زعزعة استقرار المنطقة، وهو ما يجب على بلاده أن تتعامل مع نظامه بموجب هذا التوصيف. والمؤكد من القادة الأمريكيين الذين تعاملوا مع أدوات النظام الإيراني الإرهابية أنهم يعرفون خطورتها على أمن واستقرار المنطقة والمصالح الأمريكية والغربية عامة.