أزمتنا الحقيقية في السعودية أننا نعاني من سوداويين يعيشون بيننا، يستهينون بنا وبأنفسهم وبدولتهم وبتاريخهم، يحولون الرضى إلى سخط، والفرح إلى مأتم، والفخر إلى خزي، والنجاح إلى فشل.
أعداء البهجة هؤلاء تعلموا في مدرسة الكآبة أن الضحك حرام، والفرح مكروه، والابتسامة قلة أدب، تعلموا أن يبحثوا عن الشوائب في الماء العذب، وإن لم يجدوها، يجهدون أنفسهم
في تخيلها وإيهام الآخرين بوجودها، وبما أن التصفيق للإنجاز ممنوع، فإن الندب واللطم مستحب ومرغوب، ودائماً هناك رموز تؤدي «اللطمية»، وأتباع يلطمون كما يلطم «الشيخ»، غاضبين لغضبته ومردّدين لكلامه بلا إدراك أو فهم، ويكشفون من خلال ما يقولونه، العوز الفكري والثقافي في عقولهم، وارتباك مفهوم المواطنة والولاء والانتماء لديهم، لأنهم اقتنعوا بشيخهم أياً كان ولم يقتنعوا بالفكرة، وهنا لا أقصد بالضرورة «المطوع» بالعامية، بل أقصد من له أتباع يقلدونه، ويسوسهم هو بدوره ليحقق بهم أهدافه.
كتبت هنا أكثر من مرة عن الإحباط والتحبيط، وهو مرض «مخابراتي» يهز المجتمع ويمس أمنه وبنيته، ويدق إسفينًا بين الحاكم والمحكوم، والتحبيط الممنهج الذي مارسوه علينا في السعودية، اختبر مناعتنا، وتجاوزنا بفضل الله المرحلة الحرجة، وسلم منه معظم السعوديين إلا من امتحنهم ربي وابتلاهم.
المحبط لا يمكن أبداً أن يرى شيئاً جميلاً، ويبدأ الإحباط في نظرة الشخص لنفسه ولقدراته، ثم يتطور إلى سوداوية كاملة، والمحبط لا ينجز وينشر طاقة سلبية، تثبط عزائم كل من حوله، ولدينا في الواقع الكثير من المحبطين، الذين ينشرون مرضهم وكآبتهم وسوداويتهم الموغلة في الحقد والحسد والغيرة، والكره لديهم مرتبط بمقدار نجاح المكروه، وكلما زاد نجاحه زاد كره المأزومين له، ونستطيع أن نقيس هذا حتى على المواقف السياسية التي يطلقها المحبط بـ»درعمته» وعدم إدراكه لحقيقة ما يجري، وعدم رغبته في الإدراك والمعرفة، هو يريد سخرية مليئة بالتجريح، يريد فوضى يعبّر فيها عن سخط يُلبسه قضية، يريد هؤلاء المرضى في مجتمعنا أن يشرعنون إحباطهم وكآبتهم، وهذا بالتأكيد دور «شيوخهم» ومعلميهم الذين يحركون مشاعرهم ويشبعون حاجتهم في التعبير نتيجة عدم الاتزان الذي يعيشونه.
إذا كنت عزيزي عندما تلتقي بشخص أجنبي، لسانه أعوج، عربي كان أو غير عربي، تشعر بعلوه ورقيه، وتشعر أنت بأنك أدنى منه، وتعتبر انتماءك للمملكة «عارًا»، وتبدأ في الدفاع عن نفسك بالتبرؤ من سعوديتك، وتشتم بلدك وثقافته وأهلك وناسك، اعلم إذا كنت من هؤلاء بأنك وصلت إلى مرحلة سيئة من المرض، وأنك تعاني من جهل ونقص، لا يتناسب مع أبناء بلد لم يُعرف عن السابقين الأولين من أهله إلا الشموخ والعزة،، ما أكثر هؤلاء الذين لا يشبعهم إلا مأكل الغريب، ولا يطربهم إلا زامر الآخرين، وقد تستغربون بأن حالة الدهشة بالغير سببها حُصّار الزوايا، وأصحاب أجندات قتل الهمة، والذين يرفضون المواطنة والوطنية، ومن استطاعوا التأثير على السعوديين من خلال حملات التحبيط.
إذا كنا لا نتعلم في مدارسنا أن الوطن هو أغلى ما نملك، وإذا كان خطيب الجمعة لا يقول بصراحة أن حب الأوطان من الإيمان، ولا يدعو بصراحة إلى الاعتزاز بالوطن مقدّم على أي شيء آخر، وإذا كان الأب والأم مصابين بأزمة انتقاص الوطن، بالتأكيد سيخرج لنا جيل، لا يشعر بأي عاطفة تجاه بلده، ويساعد على فصله عن مواطنته خطاب أممي يعطي الآخرين أولوية في العاطفة وفي المشاعر وفي الانغماس بشؤونهم ويؤخر الانتماء الوطني في قائمة الأولويات، ويصبح مجرد انتماء وولاء لفظي.
أكرر ما قلته في المقال السابق، اخرسوا كل من يحاول ثنيكم عن التحدث بثقة عن وطنكم، ارفعوا رؤوسكم، ومن يصفك عزيزي القارئ بـ»الطبال» قل نعم.. اعطني الطبلة وسأجعلها تهز طبلة أذن كل مأزوم ومريض، لعلها توقظه وتنبهه بأنه ينتمي لبلد كبير وعظيم، وأنه من شعب «أبو متعب» الذي يخاطبه مليكه بكل الحب ويسعد الملك وليس أي ملك بل ملك الدولة الكبرى بمكانتها وقوتها وتاريخها أن يقول لشعبه «أنا خادمكم» ويقول:»تستحقون أكثر مهما تحقق لكم من إنجاز».
لا تمدح ولا تمجد بل انتقد لصالح وطنك بوطنية، ولا تكن ممن يشتمون ليرتقوا وممن ينتقدون ليشتهروا، وهذه موضة انتهت، وأصبحت أسلوباً مستهلكاً ومكشوفاً،،، الوطن أولاً، ولا قيمة لمن لا يقيم اعتباراً لوطن لم يأت بالصدفة ولم توحده سوى همم أجدادنا التي قادها عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى ما نحن فيه الآن.
في تخيلها وإيهام الآخرين بوجودها، وبما أن التصفيق للإنجاز ممنوع، فإن الندب واللطم مستحب ومرغوب، ودائماً هناك رموز تؤدي «اللطمية»، وأتباع يلطمون كما يلطم «الشيخ»، غاضبين لغضبته ومردّدين لكلامه بلا إدراك أو فهم، ويكشفون من خلال ما يقولونه، العوز الفكري والثقافي في عقولهم، وارتباك مفهوم المواطنة والولاء والانتماء لديهم، لأنهم اقتنعوا بشيخهم أياً كان ولم يقتنعوا بالفكرة، وهنا لا أقصد بالضرورة «المطوع» بالعامية، بل أقصد من له أتباع يقلدونه، ويسوسهم هو بدوره ليحقق بهم أهدافه.
كتبت هنا أكثر من مرة عن الإحباط والتحبيط، وهو مرض «مخابراتي» يهز المجتمع ويمس أمنه وبنيته، ويدق إسفينًا بين الحاكم والمحكوم، والتحبيط الممنهج الذي مارسوه علينا في السعودية، اختبر مناعتنا، وتجاوزنا بفضل الله المرحلة الحرجة، وسلم منه معظم السعوديين إلا من امتحنهم ربي وابتلاهم.
المحبط لا يمكن أبداً أن يرى شيئاً جميلاً، ويبدأ الإحباط في نظرة الشخص لنفسه ولقدراته، ثم يتطور إلى سوداوية كاملة، والمحبط لا ينجز وينشر طاقة سلبية، تثبط عزائم كل من حوله، ولدينا في الواقع الكثير من المحبطين، الذين ينشرون مرضهم وكآبتهم وسوداويتهم الموغلة في الحقد والحسد والغيرة، والكره لديهم مرتبط بمقدار نجاح المكروه، وكلما زاد نجاحه زاد كره المأزومين له، ونستطيع أن نقيس هذا حتى على المواقف السياسية التي يطلقها المحبط بـ»درعمته» وعدم إدراكه لحقيقة ما يجري، وعدم رغبته في الإدراك والمعرفة، هو يريد سخرية مليئة بالتجريح، يريد فوضى يعبّر فيها عن سخط يُلبسه قضية، يريد هؤلاء المرضى في مجتمعنا أن يشرعنون إحباطهم وكآبتهم، وهذا بالتأكيد دور «شيوخهم» ومعلميهم الذين يحركون مشاعرهم ويشبعون حاجتهم في التعبير نتيجة عدم الاتزان الذي يعيشونه.
إذا كنت عزيزي عندما تلتقي بشخص أجنبي، لسانه أعوج، عربي كان أو غير عربي، تشعر بعلوه ورقيه، وتشعر أنت بأنك أدنى منه، وتعتبر انتماءك للمملكة «عارًا»، وتبدأ في الدفاع عن نفسك بالتبرؤ من سعوديتك، وتشتم بلدك وثقافته وأهلك وناسك، اعلم إذا كنت من هؤلاء بأنك وصلت إلى مرحلة سيئة من المرض، وأنك تعاني من جهل ونقص، لا يتناسب مع أبناء بلد لم يُعرف عن السابقين الأولين من أهله إلا الشموخ والعزة،، ما أكثر هؤلاء الذين لا يشبعهم إلا مأكل الغريب، ولا يطربهم إلا زامر الآخرين، وقد تستغربون بأن حالة الدهشة بالغير سببها حُصّار الزوايا، وأصحاب أجندات قتل الهمة، والذين يرفضون المواطنة والوطنية، ومن استطاعوا التأثير على السعوديين من خلال حملات التحبيط.
إذا كنا لا نتعلم في مدارسنا أن الوطن هو أغلى ما نملك، وإذا كان خطيب الجمعة لا يقول بصراحة أن حب الأوطان من الإيمان، ولا يدعو بصراحة إلى الاعتزاز بالوطن مقدّم على أي شيء آخر، وإذا كان الأب والأم مصابين بأزمة انتقاص الوطن، بالتأكيد سيخرج لنا جيل، لا يشعر بأي عاطفة تجاه بلده، ويساعد على فصله عن مواطنته خطاب أممي يعطي الآخرين أولوية في العاطفة وفي المشاعر وفي الانغماس بشؤونهم ويؤخر الانتماء الوطني في قائمة الأولويات، ويصبح مجرد انتماء وولاء لفظي.
أكرر ما قلته في المقال السابق، اخرسوا كل من يحاول ثنيكم عن التحدث بثقة عن وطنكم، ارفعوا رؤوسكم، ومن يصفك عزيزي القارئ بـ»الطبال» قل نعم.. اعطني الطبلة وسأجعلها تهز طبلة أذن كل مأزوم ومريض، لعلها توقظه وتنبهه بأنه ينتمي لبلد كبير وعظيم، وأنه من شعب «أبو متعب» الذي يخاطبه مليكه بكل الحب ويسعد الملك وليس أي ملك بل ملك الدولة الكبرى بمكانتها وقوتها وتاريخها أن يقول لشعبه «أنا خادمكم» ويقول:»تستحقون أكثر مهما تحقق لكم من إنجاز».
لا تمدح ولا تمجد بل انتقد لصالح وطنك بوطنية، ولا تكن ممن يشتمون ليرتقوا وممن ينتقدون ليشتهروا، وهذه موضة انتهت، وأصبحت أسلوباً مستهلكاً ومكشوفاً،،، الوطن أولاً، ولا قيمة لمن لا يقيم اعتباراً لوطن لم يأت بالصدفة ولم توحده سوى همم أجدادنا التي قادها عبدالعزيز بن عبدالرحمن إلى ما نحن فيه الآن.