المتابع للأحداث العراقية وما يحدث فيها داخليًا، وعلى مستوى السياسة الخارجية، يتأكد من أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التابع للإدارة الإيرانية هو أبو المشاكل.
فعلى مستوى الداخل العراقي نجد أن المالكي، الذي يعمل على نهج السياسة الإيرانية الداخلية نفسها، قد قام - بحسب تقارير عراقية - بلوي استقلالية اللجنة الانتخابية، في فساد صارخ عبر شراء الأصوات بملايين الدولارات. وعليه تم استصدار بطاقتَين انتخابيتَين لأكثر من مليون شخص من أتباعه العاملين في القوات العسكرية والشرطة؛ وبذلك يضمن أن يكون الصوت الواحد لصالحه «مدبولاً»! ومن أهم المعلومات الواردة في السياق ذاته ما ذكره عضو البرلمان الأوروبي رئيس لجنة العلاقات مع العراق ستروان ستيفنسون، من أن قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بات يتردد كثيراً على العراق في الآونة الأخيرة، بهدف استخدام عملائه للتأثير والضغط على الأطراف السياسية الأخرى لتوافق على انتخاب المالكي لولاية ثالثة، مع أن السنة والشيعة والأكراد جميعهم يرفضون هذا.
أضف إلى ذلك السياسة الطائفية التي يقوم بها المالكي تحت الإمرة الإيرانية، وهي الورقة التي تُلوّح بها إيران لشق صفوف المواطنة، واستخدامها في أعمال الخراب التي يقوم بها جنودهم في خليجنا العربي، أو تلك التي تقوم بإبادة جماعية في مُدن السنة، وتمكين جماعات من القاعدة في هذه المناطق كما هو الحال في سوريا؛ وذلك لتفعيل «الطائفية» ونشرها على مستوى أوسع في مناطقنا، وكأن الحرب بين السنة والشيعة، وهذا ما آل له الحال السوري والعراقي، لإظهار الوجه السني وهو القاعدة في مشهد متطرف، في حين أنه لم يعد هناك أي شك سوى لدى السُذّج من أن جماعة القاعدة وابنتها جماعة الإخوان المسلمين مرتبطتان بأواصر وثيقة مع جماعة ملالي إيران، لكنهما ونظرًا للدور المهم الموكل إليهم في صناعة الطائفية نجدهم أكثر من يكيل الشتائم إلى بعضهم، والرجم بالنعوت والأوصاف التي تُشعل الطائفية، وينساق إليها بعض البسطاء!
نوري المالكي أيضاً حصل على المركز الثاني بعد رئيسه الإيراني في عدد حالات الإعدام، هذا عدا مئات السجينات والسجناء الذين زُجّ بِهم في غياهب الظلام؛ كونهم يعارضون أو لا يتفقون مع سياسته الطائفية.
ولا ننسى ضحايا مخيمات ليبرتي وأشرف من الإيرانيين اللاجئين بتصريح خاص من الأمم المتحدة، ويُمارَس ضدهم أقوى أنواع الانتقام؛ كونهم من المعارضين القدماء للسياسة الإيرانية، وينالهم نصيب الأسد من القصف والقتل وأشكال الاعتداء، ولا يُستثنَى من هذا لا نساء ولا أطفال ولا الطاعنون بالسن. وسكان هذين المخيمين هم الأقل اهتمامًا من الناحية الإعلامية في العالم العربي، وهذا ما يجعل المالكي يأخذ راحته في التنكيل بهم دون رحمة.
نوري المالكي «أبو المشاكل» احترقت أوراقه حتى لدى الأوساط الشيعية؛ إذ إن الوعي الانتخابي في ازدياد بالرغم من كل الدعم الذي يقف خلفه، والعالم العربي - بلا شك - سيكون أجمل كثيراً بدونه ورفاق دمويته، حينها تعود العراق للعرب بعد أن سُرقت في ليل خاطف، وما انبثق بعده إلا فجرٌ مُوحش كئيب!.