لم يكن كأس ملك الحب والخير والإنسانية بالنسبة للشبابيين مجرّد بطولة كروية تضاف للبطولات الـ 23 الماضية، هو أغلى وأحلى وأهم وأكبر وأجمل من ذلك بكثير، فإلى جانب أنه يحمل الاسم الأغلى وفي الملعب الجوهرة، فهو في توقيته إثبات على أنه مازال شباباً يافعاً حاضراً مميزاً كبيراً مع الأبطال , وفي معناه دليل على أنه الليث القوي الكاسر القادر على اكتساح ما لذّ وطاب من البطولات، وأنه لن يتردد بمنح جماهيره الفرح والبهجة والاحتفاء ..
فوائد ومنجزات واعتبارات وأولويات تاريخية عديدة ومتنوعة أنتجتها هذه البطولة لنادي الشباب، وكان بأمسّ الحاجة إليها، بعد الأحداث والتطورات الإدارية والفنية التي حدثت له في الموسمين الأخيرين، بطولة جعلته أول فريق سعودي يمتلك كأس الملك بنظامه الجديد، ضمنت له المشاركة في النسخة القادمة لأبطال آسيا، تأهل لمواجهة بطل الدوري النصر على كأس السوبر، أعادته إلى الواجهة والأضواء والشهرة، واستعاد بموجبها ثقة وتفاعل ودعم جماهيره..
قبل أن نهنئ الشبابيين بالبطولة الأغلى، يحق لنا كرياضيين ومهتمين ومتابعين سعوديين، أن نفرح ونسعد بالحضور الشبابي البهي والذي شكّل إضافة مهمة وثرية للكرة السعودية ولقوة منافساتها..
البلطان .. هيبة وقامة وقيمة
ترتبط المنجزات والبطولات عادة بمنظومة إدارية وفنية وعناصرية وشرفية وجماهيرية ومالية متكاملة، أو قد تأتي متفاوتة بين هذا العامل وذاك، سواء ببراعة مدرب أو تألق نجم أو نجوم من اللاعبين, وأحياناً بظروف أو تدخلات أو مساعدات خارجية مثل الجمهور والتحكيم والقرارات الرسمية وغيرها، لكن أن تتحقق بواسطة رئيس ناد، أو بالأصح أن يكون الرئيس وحده هو العنصر المهم والمؤثر والقوي في إحراز بطولة صعبة، في ظروف معقدة ومنغصات محبطة وأمام فرق متمرسة وجماهيرية، فهذه من المعادلات الاستثنائية النادرة..
الخبير الداهية الفطن والرئيس القوي خالد البلطان هو من استطاع بحنكته واهتمامه بأداء مسؤولياته والدفاع عن حقوق ومصالح ناديه، بصفته الرجل الأول في نادي الشباب، أن يحقق هذه المعادلة ويصبح بلا منازع الرقم الصعب والبطل والنجم الأوحد للبطولة، لاحظوا كيف فرض على اتحاد الكرة جلب حكام أجانب لإدارة مباراة النصر رغم التأكيدات المستمرة من اتحاد الكرة بأن تحكيم البطولة سيقتصر على السعوديين، وأنقذ فريقه من انتفاضة الاتفاق في الدمام وأجبر بين الشوطين إدارة الملعب على رش العشب، كيف تصدى لقرارات الانضباط التعسفية ونجح في تجاوزها واحتوائها وعدم تأثيرها على أجواء واستعداد الفريق للمباراة النهائية، الأمر الذي اتضح جلياً ونفسياً ومعنوياً على أداء فريقه وهو يسيطر ويتفوق سريعاً على الأهلي ويحسم نتيجة المباراة في وقت مبكر لم يتوقعه أكثر المتفائلين الشبابيين..؟
خالد البلطان أنموذج للرئيس والقائد والإداري الذي نتطلع ونتمنى وجود أمثاله في الكرة السعودية اتحاداً وأندية، رجل نقل فريقه بفكره وعقليته وسخاء إنفاقه وبُعد نظره إلى القمة بأدوات إعلامية وجماهيرية محدودة، وقف وصمد أمام حروب استهدافه والتآمر عليه من اللجان والإعلام والأندية، بل وحتى من القريبين منه والمحسوبين على ناديه .. باختصار شديد ليت عندنا أمثال خالد كثير..
من الآخر
- في الأهلي، خالد الرمز والعطاء والانتماء، وفهد الأخلاق والعمل والبذل والرقي، كل شيء فيه يغري على تحقيق كل الأحلام، لكن الواقع يقول شيئاً آخر ليطرح مزيداً من الأسئلة الصعبة والمحيرة، وماذا بعد؟!
- في الوقت الذي تخلّى فيه البعض عن دعم ومؤازرة الرئيس خالد البلطان، ظهر الذهبي وصانع مجد الشباب الأمير خالد بن سعد ليقدم درساً في الوفاء لناديه والإنصاف لجهد وتعب وتخطيط أبي الوليد..
- عبارة جميلة ومختصرة ومفيدة ومعبرة دافع فيها الأمير خالد بن سعد عن خالد البلطان، قال فيها: من يسيء لرئيسنا البلطان فهو يسيء لنادينا الشباب..
- أرى في خالد البلطان نفس قوة وشخصية وحضور الشيخ فهد الأحمد الصباح - رحمه الله -..
- يظل خالد المعمر من الأسرار المؤثرة على طريقة أداء وتخطيط العمل الإداري والفكر الكروي الشبابي.
- إذا لم يسارع اتحاد الكرة في حل لجنتي الانضباط والحكام بعد الأخطاء والكوارث التي صدرت من هاتين اللجنتين في واحد من أسوأ مواسمنا الكروية، فهذا يعني أحد أمرين: إما أنّ اتحاد الكرة ليس مستقلاً ولا يستطيع اتخاذ هذا القرار المنقذ لما تبقى من سمعته وعدالته واحترامه ومستقبله، وإما أنه نفسه متورط وراض ومقتنع بعمل اللجنتين..
- مباراة صعبة تنتظر الهلال أمام بونيودكور الأوزبكي، ويأمل أنصار الزعيم أن يكون المدرب سامي حذراً ويتخلّص من المغامرة الهجومية خصوصاً في لقاء الذهاب هناك في طاشقند..
- حتى تكون الصورة واضحة وملابساتها مفهومة ونتحاشى تكرارها مستقبلاً، مطلوب من اتحاد الكرة إجراء تحقيق لمعرفة ما حدث بالضبط للكابتن صالح النعيمة في افتتاح مدينة الملك عبد الله الرياضية..
- امتداداً لقراراتها المتناقضة، هل ستمر اعتداءات الجمهور الأهلاوي وتهوُّر اللاعب بلغيث على اللجنة إيّاها مرور الكرام، خصوصاً أنها وقعت بحضور خادم الحرمين الشريفين وفي مباراة تاريخية يتابعها الملايين من داخل المملكة وخارجها؟