الشاعر الكبير عبدالله بن محمد السياري لا يكتب القصيدة لمجرد الكتابة أو تزجية الوقت أو التسلي بالشعر إنما يكتبها لتبقى وهي كذلك، حيث لا تلبث قصيدته أن تنطلق إلى فضاءات الذوق الرفيع لتكون مدار الحديث وجوهرة مجالس الرجال وعطرها الأصيل، وهاهو في هذه الدرة الجديدة التي خص بها مدارات، يهدي عشاق الأصالة والإبداع خلاصة فكره وفيض مشاعره.
يا رجل ياللي منول مالك الا اختك تباريك
ابدي بك الضلع واطوي بك صحاصيح الفيافي
البرد والحر ما قصّر اخطاك ولا هقاويك
والقاع عندك سوا وفروع لطفات المرافي
ياما بشفي مشيتي والسعد دايم مخاويك
ويا كثر من هو مشى جنبي وخليته خلافي
بين الصفا واختها طبتي وطابت لي مساعيك
واطوف بك حول بيت الله وانا بالقيظ حافي
واليوم قصرت خطاك وبيّن الكبر بمواطيك
كني مقيد وانا مابي قياد ولا كتافي
يارجل ابهديك من عود القنا عودٍ يقديك
يصير ثالث خواته ماقفه معهن يشافي
ابتعكز عليه الى بغيت امشي وامشيك
واقضي به الحاجة اللي ماتبي فزعة سنافي
وان جيت ابروح للمسجد خويٍ لك يعديك
عن حفرةٍ فالطريق وعن مطباتٍ طفافي
ابادله من يميني في شمالي والامل فيك
دامك اذا ساعدك تمشين ما عندي خلافي
يا رجل لا تجزعين من الثقل دامت عوافيك
اقفت سنين السعادة ما بقي كود العجافي
راح الشباب العجيب اللي عن الباكور يغنيك
ريش الجناحين قرنس ما بقي غير الخوافي
والشوف والراس وعظام الظهر حولك حواليك
واطراف الاصباع عقب اللين جا فيها جفافي
يالله يالله يامغني المساكين الصعاليك
عبدك اسير الذنوب ومن مساكين ضعافي
يمد كفيه لك بيضٍ مفاليسٍ مشابيك
وانت العظيم الكريم اللي مواهيبه جزافي
يانفس ذنبي عظيم وعفو من ناجيت ينجيك
رباه انا خايفٍ واللي ظلم نفسه يخافي
ياممن الخايفين ومعتق رقاب المداريك
احسن لي الخاتمة واقبل صلاتي واعتكافي
يا مالك الملك يا من كل خلقه له مماليك
العفو عما جنيته وانت ما يخفاك خافي