هكذا هم الكبار دائماً , حينما يصعدون للقمة لا يهبطون, وحينما ينظرون للأعلى لا يمكن أن تنخفض نظراتهم, وحينما يسيرون للأمام لا يمكن أن يعيدوا النظر للخلف.
القادح خالد البلطان, أرادها قمة فنال ما أراده, حارب على كل الجبهات فكان سدا منيعا وحصنا حصينا, لم يخترق, واجههم بالقوة النظامية, ولم يستطع أحد مجابهته, فسقطت أقنعتهم وبقي هو كالجبل الشامخ.
طالته عقوبة انضباطية, فتحداهم, وأعلنها صريحة, سأدخل الملعب, وسأدخل غرف اللاعبين, وسأصرح متى رغبت, فانهاروا أمام هذه القوة, ولم يبق لهم إلا الصلح.
تصالح الطرفان المختلفان, وتساءل المجتمع الرياضي: وماذا عن قرار (لجنة التخبيط والتخبيص) التي شددت على منع البلطان من مرافقة الفريق ومنعته من التصريح داخل الملعب ومنعته من دخول غرف اللاعبين؟!, لكن (القادح) فعلها كلها بعد الصلح وكان سيفعلها حتى لو لم يكن هنالك صلح.
خالد البلطان في كل مواجهة تجده وحده, لكنه يغلب الكثرة, وتنفض من حوله الجموع صامتة مكسورة, هو لا يملك إعلاما قويا, ولا جمهورا كثيرا, لكنه يملك (الإرادة) في تحقيق النجاح, ويمتلك سلطة وقوة شخصية لا تجدها في رئيس إلا وحقق النجاح.
خالد البلطان, لا يضعف أمام الآخرين, ولا يُنهك من مطالبات ناديه, وفي كل مرة ينتزع حقوق ناديه انتزاعا, وهذا ما تريده بعض الأندية التي تمتلك كل شيء إلا رئيس يدافع عن حقوقها, والحقوق في رياضتنا ان لم تنتزع فلن تجد من يهبها لك.
قبل النهائي الكبير بأيام, قال خالد البلطان: (أقدح من رأسي والكأس كأسي), هذه الكلمات القليلة أشعر بأنها دخلت أنفس اللاعبين وأعطتهم روح منقطة النظير, وهذا ما شاهدناه في يوم المباراة, حيث شعر المتابع بأن لاعبي الفريق الشبابي يلعبون بروح وحماس وإصرار لتقديم الكأس كهدية لرئيسهم الذي بذل كل ما في وسعه لتحقيق هذا اللقب, فكان لهم ما أرادوا, وأهدوا الكأس لمن يحبهم ويحبونه.
لم يبق إلا أن نبارك لكل الشبابيين لاعبين وجهازين فني وإداري وجمهور وأعضاء شرف على تحقيق هذه الكأس الغالية, ونبارك لهم وجود رئيسهم القوي الأمين الذي حافظ بقوة النظام على حقوق ناديه.