عندما قام بعض عناصر التنظيم الإرهابي (داعش) بتمزيق الجواز السعودي أمام الإعلام هاتفين بعبارات الانتصار بتمزيقهم لجواز السفر ومعاهدين الله على العيش دون حاكم، فهم قبل أن يقوموا بتمزيق تلك الجوازات قاموا في الأصل بتمزيق أنفسهم وضياعها، إذ مزقوا مجدهم وعزهم، مزقوا ضمائرهم وباعوا انتماءهم لغير الوطن، فالوطن ليس مجرد أوراق وجواز، إنما هو حب وعشق يتنفسه كل حر عاش طفولته وذكرياته تحت سمائه، فمن ينكر وطنه فقد أنكر حياته من الوجود وكتب لنفسه الضياع خارج الحدود، هؤلاء غرر بهم الشيطان بعد أن زين لهم طريق الضلال ليكونوا صفاً واحداً مع أعداء دينهم ووطنهم، فأعداء الوطن يخططون لاستدراج مثل تلك الفئة القليلة للمحاولة في العبث باستقراره.
لقد نست تلك الفئة الآيات القرآنية والنصوص الشرعية التي تنهى عن الخروج عن ولي الأمر ومنها قول الله عز وجل في سورة آل عمران {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، ودل على جهل تلك الفئة وتضليلها عندما عاهدوا الله على العيش دون حاكم ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من مات على غير إمام مات ميتة جاهلية).
وفي حديث عبادة بن الصامت: «بايعنا رسول الله على السمع والطاعة؛ في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا، وأثرَة علينا، وأن لا تنازع الأمر أهله وقال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان».
والمملكة بالرغم من خروج تلك الفئة وانضمامها للتنظيمات الإرهابية إلا أنها لم تتخل عنهم، ومدت إليهم يد العفو ليعودوا إلى ذويهم ووطنهم، ولتقطع الطريق عن من يخطط في استغلال اندفاع البعض منهم بزرع أفكار لا دين لها ولا ملة، هدفها الوحيد النيل من هذا البلد، فهم يزجون بهم في العمليات الإرهابية ليتحقق مرادهم، وهو الإساءة لسمعة المملكة أمام العالم ولتظهر منفذي تلك العمليات من جنسيات سعودية فتخيب تلك الأهداف وتخسر تلك المخططات بتماسك الشعب مع قيادته.
لذا لابد أن يعي كل مغرر به خارج هذه البلاد أنه لا يوجد وطن يحتويه غير وطنه، فمن باع وطنه سيجد نفسه بلا وطن بل سيسصبح سلعة يعرضها العدو بلا ثمن.