في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة والتحولات والتطورات في جميع مناحي الحياة أصبحت الحاجة ملحة لمواكبة هذا التطور، ولاسيما مجال التعليم الداعم لأي تطور في أي مجال.
إلا أن منهج الحاسب الآلي في كل مراحل التعليم ما زال متأخراً وبعيداً عن التقنية الحديثة لهذا العصر؛ إذ لا يوصل للمتعلم إلا أساسيات وأبجديات التعامل مع الحاسب في أغلب محتوياته، وهذه المحتويات لا تناسب الأجيال الحالية المولعة بالتقنية، وإنما كانت مجدية مع الأجيال السابقة التي كانت لا تحصل على أجهزة الكمبيوتر إلا بصعوبة، أما في الوقت الحالي فنجد أن أغلب المنازل تحتوي على العديد من الأجهزة، فهناك أجهزة حاسب مكتبية أو محمولة أو لوحية أو حتى أجهزة ألعاب وهواتف ذكية، كما نجد الطفل الذي يتعامل مع هذه الأجهزة يتقن مبادئ التعامل مع الحاسب الآلي، بل ربما يتجاوز ذلك إلى التعامل مع برامج لا تُدرس في مناهج التعليم، ويحترفها شغفاً ورغبة في ذلك.
إن وزارة التربية والتعليم لا تستطيع عبر محتويات منهج الحاسب الآلي الحالي أن تسد الفجوة الكبيرة الحالية بين مناهجها وما توجد عليه التكنولوجيا في الوقت الحاضر إلا عن طريق تغيير محتويات المنهج بشكل جذري، والبدء في تدريس الحاسب الآلي من المرحلة الابتدائية.
ومن هنا أدعو القائمين على تطوير المناهج إلى ضرورة التطوير وفق متطلبات العصر، خاصة منهج الحاسب الآلي؛ فهو يحتاج إلى تطوير مستمر في ظل تسارع عجلة التقنية؛ إذ إن التعليم الرقمي أهم رافد في تعزيز دور الاقتصاد المعرفي، ولا بد من زرع الثقافة التقنية وتنمية القيم الإسلامية في التعامل التقني لدى الطلاب والطالبات منذ المراحل الأولى في التعليم، وتعريضهم للتعليم الإلكتروني الذي يعد من أهم أنماط التعليم في الوقت الحاضر.