تقول العرب عندما تضربها الكوارث -تقول- أصبنا بجوائح أو سنة جائحة تعبيراً عن حجم الكارثة والمصيبة, سجل وزارة الصحة ارتبط بالأوبئة والفيروسات العنيدة, وقد لا يكون لنا خيار كون بلادنا تضم أقدس البقع عند المسلمين، تأتيها شعوب الأرض من كل بلاد اليابسة والرطبة، ومع هذه الأفواج قد تأتي الفيروسات الشرسة والمعدية, لا أقول إننا لسنا كالعالم فكما الحج والعمرة عندنا هناك دول سياحية تفد إليها أمواج بشرية سنوياً، كما أن هناك دولاً لديها كثافة عددية في السكان تفوقنا بالملايين، إذن لماذا نحن نتعرض دائماً للأوبئة وبشكل شبه سنوي من: كورونا, الوادي المتصدع, الحمى القلاعية، إنفلونزا الطيور، إنفلونزا الخنازير وغيرها, بلا شك أن لمواسم الحج والعمرة والاتصال البشري السنوي من مجموعات لا تستطيع فرزها أو التحكم بمستواها ووعيها كما أن تجمعها في بقعة صغيرة وحيز محدود يزيد من تفاقم المشكلة - بلا شك- أن له سبباً في سرعة انتقال الفيروسات، وهذا خلافاً لدول العالم التي تستقبل المجموعات السياحية، فهي تختار الوقت والمكان حتى إنها تتحكّم بالنوعية والعدد، هذه ليست مبررات لكن تعاقب الأوبئة سنوياً وهي مسوؤلية مشتركة بين وزارة الصحة ووزارة الزراعة تجعلنا أمام تحد لمواجهة هذه الأوبئة وفيروساتها التي يجب إشراك جهات مثل وزارة البلديات وهيئة الغذاء والدواء والمستشفيات من غير مستشفيات وزارة الصحة ووزارة التعليم العالي (الجامعات) لعمل الخطط والدراسات ومعرفة الأسباب، حتى لا تتحول المملكة إلى بقعة أوبئة مما يدفع بالدول الغربية وأمريكا عبر الأمم المتحدة اعتبارنا منطقة أوبئة ثم لا سمح الله يتم الحجر علينا ويطلب منا عند الدخول إلى بلدانهم شهادة تطعيم وخلو من الأمراض.
الأمر لا يتوقف على حلول تعاقب وزراء صحة وإنما ما يترتب على ذلك:
أولاً: إصابات سنوية ووفيات.
ثانياً: تحمّل ميزانية الدولة كلفة مالية في العلاج وتأمين الأمصال واللقاح.
ثالثاً: تتعرض المملكة للمساءلة الدولية من الدول ومن منظمات الصحة العالمية بسبب ارتفاع الإصابات، وعدم المكافحة السريعة.
رابعاً: إشغال وزارة الصحة بالكوارث الطارئة, وهذا على حساب علاج المواطن والعمل اليومي للوزارة.
خامساً: توقف برامج الصحة الوقائية والتطويرية بسبب انشغال هرم الوزارة في مكافحة الأوبئة.
لماذا لا يشكل هيئة مستقلة مهمتها الأساسية مكافحة الأوبئة التي مصدرها الإنسان أو الحيوان وتتفرّغ وزارة الصحة ووزارة الزراعة لأعمالهما اليومية والبرامج.