في الوقت الذي نحترم فيه أي حراك رسمي لدعم المشروعات الصغيرة للشباب، إلا أننا يجب أن نؤكد أن ثمة غياباً حقيقياً عن تحليل التربة التي تقف عليها هذه المشروعات، وبهذا الغياب، تضيع الأهداف الأساسية التي من أجلها تأسس هذا الحراك.
لقد حدد معهد ريادة الأعمال الوطني «ريادة» مشكلات رئيسية لفشل المشروعات الصغيرة ولخصها في مشكلات التسويق، ونقص الخبرة الفنية والمهارات الإدارية، وتعقيدات الحصول على التراخيص النظامية، إضافة إلى مشكلات التمويل. جاء ذلك خلال لقاء الرئيس التنفيذي لريادة الدكتور شريف العبد الوهاب الذي استضافته غرفة الرياض، وشارك فيه عدد كبير من شباب وشابات الأعمال.
إن من أبرز ما رصده «معهد ريادة» من معوقات المشروعات الريادية الصغيرة: غياب معايير المهارات الفنية لكل مهنة، على العكس مما هو سائد في الدول المتقدمة، وكذلك فقدان المنافسة المتوازنة والعادلة بين القوى المنتجة، وغياب البرامج التدريبية القصيرة التي تكسب المهارات المجتمعية. والعجيب أن الدكتور العبد الوهاب قال بعد كل هذه الأسباب، إن «ريادة» لمست إحدى أبرز السلبيات لدى الشباب السعودي وتتمثل فيما وصفه «بالانسحاب السريع» من المشروع، مؤكداً أن «ريادة» حريص على تأكيد ثقافة الصبر والتجلد.
يا دكتور، كيف تطالب شبابنا بالصبر وكل الآفاق أمامهم مغلقة؟! لماذا لا تتحلون أنتم بالصبر والتجلد، وتحاولون أن تسهموا في تذليل العقبات التي تواجههم وتخلقون لهم مناخات حقيقية لاستمرار أعمالهم الصغيرة. ستقول إننا لسنا مسؤولين عن هذه العقبات. صحيح. انه نفس كلام كل مسؤول رسمي في هذا البلد! ولكي تتضح الصورة للقراء، فسوف أنقل ما قاله العبد الوهاب بإن ريادة تدعم المشروعات الحرفية مثل أعمال الطبخ، وقوله بإن هذه المشروعات تعاني أيضاً من غياب المنفذ التسويقي، وغياب عنصر المؤسسية!!
لكم الله يا شباب الريادة، لا مشروعات عملاقة، ولا حتى مشروعات سمبوسة!