أبا متعب، يا رجل المرحلة، وصانع المجد، وبطل الإنجازات، والرمز الكبير لقادة الإصلاح، يا هذا الملك الذي أحبه شعبه، والتف مواطنوه حول قيادته، وقالوا وتحدثوا عنه بما يليق بملك قدَّم خلال سنوات حكمه من الإنجازات ما أثلج الصدور، وعمّق الولاء، وأشاع كل هذا الحب بين القيادة والشعب.
***
إليك يا أبا متعب، ينثر الناس حبهم، يطوّقونك بولائهم، يقدّمون لك إخلاصهم، يعدونك كما بايعوك أن يستمروا بهذه الروح التي تتجاوب مع كل نداء يصدر منك، وأن يتعاونوا ويتفانوا لاستكمال إنجاز ما وعدت به شعبك، فهذا عهد أخضر، وسنوات عطاء، ومجد يتباهى به مواطنوك.
***
أبا متعب، عمر الدول لا يُقاس بالسنوات، وعمر الزعامات أيضاً، فالأعمار تُقاس بالإنجازات، وعمر ولايتك منذ مبايعتك ملكاً جد قصير، لكنه بمقياس الإنجازات التي تحققت في عهدك، وصنعتها يداك الكريمتان، وجاءت من بنات أفكارك وطموحاتك وحماسك، كبيرة وممتدة بالطول والعرض، من أقصاها إلى أقصاها.
***
أنت يا أبا متعب، من أنصف المرأة، فسمح لها بأن تكون عضواً بمجلس الشورى، وناخبة ومنتخبة في المجالس البلدية، ولها حق في الابتعاث، وأسند لها مسؤوليات قيادية، وأنت يا عبدالله من شهد عهده إنشاء جامعتين كل سنة، والتوسع في التعليم العام بشكل غير مسبوق، واهتمام كبير في الشأن الصحي، وتخصيص 38 % تقريباً من الميزانية لحقلي التعليم والصحة.
***
في عهدك يا أبا متعب، عهد الخير والبناء، استقطعت المليارات من الميزانية لتطوير القضاء والتعليم وتوفير السكن الملائم لمن لا يملك سكناً من مواطنيك، وعممت شبكة القطارات بين المدن وداخلها، وأقمت المدن الاقتصادية، وأنشأت مدينة كاملة لسوق المال بالرياض، ورأينا كيف أن كل قرية ومدينة ومحافظة أخذت نصيبها من مشروعات الدولة بعدل ومساواة كما وعدت بذلك شعبك في أول خطاب لكم فور مبايعتك.
***
هناك الكثير مما يمكن أن يُقال عن عهد ميمون، شهد ما شهده من إنجازات، اعترف بها الآخرون وسعد بها المواطنون، ومن بين ما شهدته سنوات حكمك، قيام هيئة البيعة، وتنظيم الخلافة لمن سيكون ولياً للعهد ثم ملكاً في المستقبل، بحيث تم طمأنة المواطنين على استقرار البلاد، وضمان مستقبلها وأمنها بمثل هذا التنظيم، لتبقى يا أبا متعب رمز حب وتقدير وإعجاب، أنت من يستحقه، فقد حققت لوطنك ومواطنيك ما كان يداعب تطلعاتهم وآمالهم، لتبقى أنت حبهم الكبير ورمزهم الذي يسكن في القلوب.
***
هكذا نستقبل ذكرى الملك عبدالله بن عبدالعزيز، نتذكر الإنجازات، نستعيد من ذواكرنا ما أسعدت به مواطنيك وأمتك، نعبّر مع هذه الذكرى عن الوفاء والإخلاص بالكلمة الصادقة، ونبوح بمشاعرنا بهذه العفوية التي تعودنا جميعاً عليها، وما دمت ياسيدي بخير فنحن بخير.