هي ذكرى محبة ووفاء لهذا الملك القائد الذي استوطن القلوب ورسم الفرح المتباهي في ثغر الوطن، المملوء بالإنجازات في مسيرة النماء والنهضة الحضارية،
وذكرى فخر واعتزاز منذ مرحلة التأسيس على يدي القائد العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - غفر الله له - ومن بعده سار على نهجه أبناؤه الكرام -رحمهم الله- إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والمملكة تشهد قفزات غير مسبوقة وتطورات متسارعة في شتى المجالات جعلتها في مصاف الدول المتقدمة والكبرى في العالم، بما وصلت إليه من قوى اقتصادية وعلمية ومعرفية ونهضة تنموية في وقت قياسي تخطت حاجز الزمن. إن سجل خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- حافل بالمنجزات التي لا تَخفَى على الجميع، ويصعب علينا التعبير عنها في هذه الكلمة القصيرة، فهو القائد الحكيم ورائد من رواد هذا الوطن الأوفياء الذين نذروا أنفسهم لخدمة هذه البلاد والعمل على رفعتها وتقدمها وازدهارها، حيث ويولي الملك عبدالله - حفظه الله -رعاية خاصة للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويُعد مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام من أضخم المشروعات التي شهدها المسجد على مر العصور، ويشهد المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة أكبر توسعة في تاريخه.
لقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين الزاهر تحولات تنموية إستراتيجية وإصلاحات أحدثت نقلة نوعية في مختلف مجالات التطوير في بلادنا، وهي إنجازات فاقت التوقعات وتخطت حاجز الزمن إذا ما قيست بعمر الأوطان، جعلت من المملكة العربية السعودية وطناً يحق لنا أن نفتخر به، ومصدر تقدير العالم من حولنا، وتمهد لمرحلة مهمة في تاريخ البلاد والأمة، وتجعلنا أكثر تفاؤلاً وتطلعاً لمستقبل الوطن وأجياله القادمة، فكان الأحرص -حفظه الله- على تطوير التعليم لإدراكه بأهميته القصوى في بناء الدولة الحديثة وخدمة أهدافها الإستراتجية، لذا كان من اهتماماته الاستثمار في الموارد البشرية من أبناء وبنات هذا الوطن، ولهذا خصص للتعليم العام والتعليم الجامعي والعالي الميزانيات الضخمة، فأنشئت الجامعات في كل مناطق المملكة، وتم إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والتوسع فيه، وأقيمت الصروح العلمية الكبرى ومنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الأميرة نورة، كما اهتم بالصحة ومشاريع النقل العام ومشاريع البنى التحتية والمياه والكهرباء والبترول وجميع المشاريع التنموية، وإن الجميع يثمنون ويقدرون أعمال خادم الحرمين الشريفين الجليلة ويعرفون مدى حبه وعنايته في تلمس احتياجات الناس وحرصه على زيارة وتفقد أحوال المواطنين والوقوف على حاجاتهم وخصوصاً مناطق ذوي الدخل المحدود واهتمامه بتحسين أحوال المحتاجين منهم وتوفير الحياة الكريمة والاستقرار المعيشي لهم. لم أر اهتماماً مثل اهتمام خادم الحرمين الشريفين بقضايا الأمة الإسلامية والعربية أكثر من هذا القائد الحكيم وهو رجل الحوار، فهو من أرسى دعائم الحوار الوطني والإسلامي والعالمي في سوابق لم يشهد لها تاريخ البشرية المعاصر مثالاً. فلقد سعى -حفظه الله- لإيجاد أسس وقواعد للحوار بين أبناء البشر لتحقيق السلام والتعايش والابتعاد عن الحروب والتنافس السلبي لتتفرغ البشرية للتنافس الإيجابي في معارك البناء والتنمية وخدمة الإنسان وتحقيق المعنى الحقيقي لخلافة الإنسان في هذه الأرض، ولا ننسى دوره -رعاه الله- في رأب الصدع العربي، والتسامي على الجراح في سبيل جمع كلمة العرب وتوحيد صفوفهم مع كل الدول العربية وخصوصاً وقفته التاريخية مع الشقيقة مصر.
وتمر بنا هذه المناسبة العزيزة لذكرى البيعة لتتجدد معها معاني وقيم الولاء والحب لهذه القيادة الحكيمة، سائلين الله أن يبارك في عمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأن يمده - عز وجل - بعونه وتوفيقه لخدمة شعبه الوفي وأمته العربية والإسلامية، وأن يشد عضده بأخويه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد - يحفظهم الله.
إن أبناء هذا البلد الكريم يعلنون بكل فخر أنهم سيبقون الأمناء الأوفياء لقادتهم ووطنهم، وأن أمن هذا الوطن وسلامته واستقراره وتنميته وتقدمه والمحافظة على منجزاته وصيانتها ستظل أمانةً في أعناقهم.
وهذه لمحات موجزة لما حققه -حفظه الله- من عطاءات في أرقى صورة من صور الوفاء من قائد لأمته، فهنيئاً لنا بقيادتنا الحكيمة، وهنيئاً لها هذا الوفاء من الشعب المخلص الذي يجدد البيعة لخادم الحرمين الشريفين بالولاء والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني ولي ولي العهد، وأن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها.