السجل الحافل بالإنجازات لبلادنا منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- يحكي تحولا مذهلاً في كافة النواحي الاجتماعية منها والعمرانية والحضارية، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم شواهد الإنجاز تتوالى، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني تحولت بلادنا إلى مايشبه ورشة العمل التي لا تهدأ ليل نهار، بناء للأرض وتطويرا وتأهيلا للإنسان، وكان خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يؤكد دائما تسخير إمكانات الوطن لخدمة أبناء الوطن.
ومدينة الرياض عاصمة بلادنا الحبيبة تشكل لوحة زاهية لكل مشاهد العمل والإنجاز التي تترجم اهتمام قيادتنا الحكيمة، الأمير سلمان يحفظه الله ويرعاه، هو المهندس الذي رسم الخارطة لتضاريس هذا العشق بيننا وبين مدينتنا الحبيبة ذات المآذن والرياض الخضراء والمحيط الممتد من الصحارى الآمنة والملهمة بالشعر والخيال والمؤانسة.
لقد كنا في محافل الأعمال ومجتمعها الرحيب ومناسباتها المحتدمة دوماً، الأكثر حظاً في لقاء فارس المدينة.. وكان كل لقاء على مدى الخمسين عاماً الماضية هو احتفاء باكتمال مشروع أو تحفيز لإطلاق فكرة جديدة - وكان سموه دائماً هو صاحب اللمسة الهندسية التي تحفظ التكاملية وتماسك البناء الكلي، فهو دائماً صاحب الرؤية الأبعد وناظم الإيقاع الذي يوجه لكل مافيه خير المدينة وسكانها.
لقد أراد الناس كل الناس الاحتفال بمرور 50 عاماً على تقلد سموه لإمارة المنطقة، وكما عودنا الأمير سلمان في كل مرة عبر هذه المسيرة الميمونة فقد وجه سموه بالاستعاضة عن هذه الاحتفالية الرمزية إلى تبني أهل المدينة لفكرة تأسيس مشروع خيري لخدمة الناس باسم جمعية الأمير سلمان بن عبدالعزيز للأعمال الخيرية، وليس هذا هو أول تدخل لصالح الناس من سموه في مثل هذه المواقف فالأمير سلمان هو من زرع كل بذرة استنبتت لإقامة المشاريع الخيرية في المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، بل إنه هو من قاد فكرة إرساء المؤسسية في العمل الخيري بعد أن كانت جهوداً مبعثرة لا رابط بينها فأصبحت مدينة الرياض خلال العقود الماضية هي الواحة الخصبة لانبثاق الأعمال الخيرية وجمعياتها الفاعلة في كل ميادين العطاء والخير للناس كافة، وسوف تكون هذه الجمعية الوليدة ضلعاً مهماً في أساس متين نرجو من الله أن تكون جميعها في ميزان حسنات هذا الفارس الذي بنى لنا ذاكرتنا على هذه الدوحة المعطاءة.
رئيس مجلس ادارة غرفة الرياض