أكد مسؤول إيراني على أهمية التقارب بين إيران والسعودية في تسوية مشاكل العالم الإسلامي، لافتاً: إذا ما اتفق البلدان على إستراتيجية موحدة للبحث عن حلول لمشكلات الأمة الإسلامية، فسوف يتم حل وتسوية الكثير من هذه المشاكل.
وأعرب الشيخ محسن الأراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب في إيران لدى استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين بطهران عبد الرحمن غرمان عن تقديره للأنشطة العمرانية التي تقوم بها المملكة بقيادة خادم الحرمين لتيسير أداء مناسك الحج، مضيفاً أن خدمة الحجاج تُعتبر من أفضل الأعمال، ونأمل الارتقاء بمستوى الخدمات من خلال توجيه وتدريب المسؤولين والعاملين في الأماكن المقدسة، خصوصاً بالنسبة للتعامل والتصرف مع زائري هذه الأماكن، وأشار المسؤول الإيراني إلى الدور الذي تضطلع به إيران والسعودية في التصدي للتحديات التي تواجه العالم الإسلامي، قائلاً: يجب عدم التشبث بالدول الأخرى والاستعانة بها في حل مشكلات العالم الإسلامي، إذ باستطاعتنا تسوية قضايا العالم الإسلامي المختلفة بما فيها مصر وسوريا، من خلال التعاون والتضامن فيما بيننا، وأن الأمم المتحدة سوف ترحب بمثل هذا التعاون.. كما تطرق الشيخ الأراكي في هذا اللقاء، إلى جانب من أنشطة مجمع التقريب موضحاً: أن تشكيل لجنة المساعي الحميدة التي تضم في عضويتها شخصيات علمية وفكرية من السنّة والشيعة، يُعد من جملة الأنشطة التي بوسعها أن تضطلع بدور رئيس وبارز في تقريب وجهات النظر والتصدي للخلافات التي تعصف بالأمة الإسلامية.
وتابع مشيراً إلى اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتأسيس مركز حوار الأديان: لقد تم تقديم هذا المقترح قبل عدة سنوات وكنا قد رحبنا به، لأننا نعتقد بأن تأسيس مثل هذا المركز يُعتبر خطوة هامة وأساسية على طريق المضي قدماً بتحقيق الأهداف الرامية للوحدة والتقريب، وأن العالم الإسلامي بأمسّ الحاجة إلى ذلك في الظرف الراهن.
من جهته أعرب سفير خادم الحرمين عن سعادته بهذا اللقاء، مشيراً إلى أن ما يدعو إلى توحيد الأمة الإسلامية يفوق ما يستدعي الخلاف فيما بينها.. ومضى يقول: إننا نؤمن جميعاً بالأصول الإسلامية الأساسية، وإن ما موجود من اختلافات فقهية لا يتعدى المسائل الثانوية.
كما أعرب عبد الرحمن غرمان الشهري عن تقديره للتوجهات الوحدوية مضيفاً: أن الأمة الإسلامية تتمتع بثروات كبيرة في مختلف المجالات سواء على صعيد الموارد الطبيعية وفي الحقول العلمية، لذا فإن توحيد الكلمة يُشكّل أفضل السبل لاستثمار هذه الثروات.
ولفت إلى أن المملكة العربية السعودية اتخذت خطوات كثيرة على طريق تعزيز التقارب بين المسلمين، وأن تأسيس مركز حوار الأديان يُعد خطوة في هذا المجال، وأن بلاده تسعى لتذليل كل الصعاب التي تعيق المركز من ممارسة نشاطه.
وتسعي إيران إلى ترطيب الأجواء ما بين إيران والمملكة، ويقود هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام جهوداً إيرانية للتقارب مع المملكة، وقد أكدت مصادر مقربة من مكتب رفسنجاني لـ (الجزيرة) بأن الأخير سيقوم بزيارة المملكة لأجل عقد لقاءات مع خادم الحرمين ومسؤولين في المملكة لأجل تسوية الخلافات الثنائية ومشاكل المنطقة، ومعروف أن هاشمي رفسنجاني يؤيد إجراء تغييرات لتسوية الأزمة السورية بما يحقق مطالب الشارع السوري.