المدينة المنورة - علي الأحمدي:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، افتتح معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري المؤتمر العالمي الثاني لمكافحة الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية، كما استعرض معاليه الوقفة التي نظمها طلاب الجامعة، وشارك فيها أكثر من 1000 طالب يمثّلون أكثر من 200 جنسية ولغة من مختلف بلدان العالم، وحملوا لافتات بلغاتهم يُعلنون فيها إدانتهم للإرهاب والتطرّف.
وافتتح الدكتور العنقري معرض المسابقة الدولية للخط العربي الذي احتوى على أكثر من 100 لوحة وعمل تنافس فيها خطاطون من 13 دولة في كتابة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تحرّم الإرهاب وسفك الدماء المعصومة وتدعو إلى الحوار والتعايش مع الآخر.
كما دشّن معاليه خلال الحفل عدداً من مشروعات الجامعة شملت الموقع الفرنسي للجامعة على شبكة الإنترنت الذي جاء خدمة للناطقين بهذه اللغة التي تُعد من أكثر اللغات في العالم من حيث عدد الناطقين، وموقع قاعدة بيانات عمادة شؤون الخريجين الذي يهدف للتواصل مع خريجي الجامعة في جميع أنحاء العالم، ومشروع متابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة إلكترونياً، وهو نظام ذكي يحتمل على المعلومات المتغيرة ليوفر مراقبة أداء الخطة الإستراتيجية في جميع قطاعات الجامعة.
واشتمل الحفل الخطابي على كلمة مسجلة لسماحة مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، قال فيها إن للمؤتمر دوره الفعّال وآثاره الحسنة في بيان حقيقة الإرهاب وتحذير الناس من شرّه، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية خطت خطوات عديدة في مكافحة الإرهاب وتصويره على الحقيقة لتحذير الناس منه وإرشادهم إلى أن هذا الداء العضال لا يريد للأمة خيراً وإنما هدفه الفساد والإفساد.
وقال سماحته إن المملكة كانت من أوائل الدول الموقّعة على مكافحة الإرهاب والتصدي له، وسعت إلى تحذير المجتمع الدولي من الإرهاب وخطره، حيث إنه مرض فتّاك وأصحابه فئة باغية خاطئة استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، وزيّن لهم الباطل، وحقيقة الإرهاب التعدي على الناس بسفك الدماء وهتك الأعراض ونهب الأموال وتهديد الأمن والاستقرار وهو فساد حق فساد، والقرآن حذّر من الإقدام على قتل النفس المعصومة، والمسلم حقًّا من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأرواحهم وأعراضهم.
وأضاف أن المملكة حاربته من خلال المكافحة الأمنية من خلال محاصرة خلاياه، وفي الجانب الوقائي من خلال المناصحة والرعاية، والعفو عمن تراجع عن فكره وعلم خطأه وأعلن توبته وتخلى عن هذا المبدأ السيئ، ومن خلال السعي لمحاربته ببرامج وزارة التعليم العالي في الجامعات، وتحصين الشباب ضده وبيان أضراره ومساوئه، وإصدار البيانات والقرارات التي تجرّمه وتبيّن أخطاره.
وقال: فلنتق الله في أنفسنا ونتعاون جميعاً مع قيادتنا في مكافحة الإرهاب وأن نعلم أن هذا الإرهاب لا دين له وأن قلب المؤمن يبغضه، أسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي عهده وأن يعينهم على مكافحة الإرهاب واستئصاله.
كما ألقى معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله السند كلمة جاء فيها: إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - هو الرجل الأول لمكافحة الإرهاب وصاحب المبادرات الكبرى لمكافحته، وأن المملكة العربية السعودية تبوّأت مكان الصدارة في العالم في مكافحة الإرهاب مكافحة أمنية وفكرية، ويأتي هذا المؤتمر في سلسلة جهود المملكة الفكرية والأمنية حيث انطلقت برامج وفعاليات وخطط ومناهج في ردّ من تورط في العمليات الإرهابية إلى الحق، وجاءت الإحصائيات لتعلن أن أكثر من تسعين بالمائة ممن خضعوا لبرنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة قد عادوا إلى رشدهم ورجعوا إلى طريق الإسلام الصحيح ومنهجه وأصبحوا أدوات لمكافحة الإرهاب ومفاتيح خير في مجتمعاتهم.
وأوضح معاليه أن الجامعة تنظم هذا المؤتمر العالمي وهي جامعة عالمية وفيها طلاب ينتمون لأكثر من 160 جنسية من العالم كله ينقلون ما تعلموه في هذه الجامعة إلى بلدانهم كافة وسينقلون عن الجامعة أن الإرهاب عدو للحياة والدين، ومن مبادرات الخير أننا رأينا تفاعلاً كبيراً من كافة شرائح المجتمع.
وأعلن أن من بواكير نجاح المؤتمر طرح مبادرة لإنشاء كرسي بحثي عن المراجعات الفكرية تكفل به معالي الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الله أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وقال إن هذا كله لم يأت إلا بتوفيق الله ثم بدعم ورعاية ومؤازرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - حفظهم الله -.
وفي كلمة الضيوف والمشاركين في المؤتمر التي ألقاها نيابة عنهم معالي الشيخ الدكتور أحمد محمد هليل قاضي قضاة الأردن وخرِّيج الجامعة الإسلامية، قال معاليه إن رعاية خادم الحرمين الشريفين لهذا المؤتمر تؤكد أن المملكة العربية السعودية جعلها الله لواء خير أمة أخرجت للناس وسطيةً واعتدالاً وشموليةً ورحمة وتسامحاً، في ظلال العقيدة الحقة والشريعة الغراء، حيث جمعت بين أصالة المنهج والفكر وروح الحياة والعصر، مشيراً إلى أن خادم الحرمين الشريفين لطالما تحدث حديث حكمة وبصيرة، محذراً من مخاطر التطرّف والتكفير التي تقود إلى التفجير والتدمير.
وأضاف الهليل أن المؤتمر استشعر أن الحاجة ماسة لعمل مراجعات فكرية علمية وحلول واقعية عملية دراسة وتحليلاً وتأصيلاً وتفصيلاً من خلال مؤتمر تحليل تأصيلي يشخّص الداء ويقدّم الدواء مع دوام الإشراف والمتابعة ويضع إستراتيجية وقائية علمية وعملية على بصيرة ورؤى إيمانية.
وألقى الدكتور سليمان بن عبد الله الرومي عميد معهد البحوث والدراسات الاستشارية قصيدةً بعنوان «أرض المجد».