الدولة ورجال الأعمال

الدولة تمثل المجتمع بكل أطيافه وهي تضمن للشعب الأمن والاستقرار والعيش الكريم، والدولة تحث وتشجع وترحب وتدعم كل الأعمال الخيّرة والبذل والعطاء والرفعة والمساهمة في كل الأعمال التي ترتقي بالمجتمع إلى سلالم العزة والمتعة والقوة التي تردع من يحاول الاعتداء على الوطن ومكتسباته، ودولتنا نصرها الله

عندما وضعت الكثير من البرامج ومن بينها حقل التنمية الشاملة، فإنها تهدف إلى أن يكون المجتمع أكثر قدرة على أخذ أموره بنفسه ويكون أكثر قابلية واستجابة لمتطلبات الحياة وبالتالي المساهمة في تعزيز الجبهة الداخلية.

إن المجتمع وبغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية وقدراتهم المالية شركاء في ترسيخ مبدأ التعاون والتكاتف؟

نعم بإمكان الدولة توفير متطلبات الحياة للمواطن ولكن يجب أن نعترف أن كل دول العالم لم تعد قادرة القدرة الكاملة على مقابلة تحديات العصر والامتداد السكاني ما لم يكن هناك تعاون مشترك بينها وبين رجال الأعمال المنتمين لها الذين تقع على مسؤوليتهم أعباء كبيرة يجب ألا يتخلوا عنها لأنهم في تخليهم يساهمون بقصد أو بغير قصد في تفاقم المشاكل ومنها الفقر والبطالة التي قد يتحول من يعانون منها إلى منحرفين يكون ضررهم كبيرا على الوطن والمجتمع؟

إننا ندعو رجال الأعمال إلى المساهمة مع الدولة في تبني إيجاد الوظائف الحقيقية واحتواء الخريجين، صحيح أن الدولة تقدم الضمان الاجتماعي لفئات كثيرة من المجتمع الذين يعترفون بأن ما يقدم لهم مقارنة بمتطلبات الحياة قليل جدا ولذلك فإنه من القيم التي حث عليها الإسلام وقوف الجميع وعلى مختلف الصعد صفا واحدا لتعزيز صمود البلاد وأهلها، ورجال الأعمال تحديدا عليهم مهمة التكاتف مع دولة أمنت لهم الأمن وأعطتهم فرصا استثمارية كبيرة وحمتهم -بعد الله- فهل حان الوقت لأن تأخذهم حمية الإسلام واللغة والدم إلى مشاركة الدولة في مد يد العطاء للذين لا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم مثل الأطفال والأيتام والأرامل والمرضى وكبار السن والعاجزين؟ وهل يقوم رجال الأعمال بنشر مفهوم المنفعة وإثراء معنى المواطنة؟

هناك من يؤكد أن رجال الأعمال في المملكة وفي حال دفعهم للزكاة حسب ما تنص عليه الأصول الدينية لن يبقى في هذه البلاد ولا فقير، إننا ننتظر، وهل يكون التجاوب على مستوى الطموحات محققا لرغبة المجتمع الذي يردد حديث سيّد البشرية «محمد صلى الله عليه وسلم « الذي شدد على أن خير الناس عند الله أنفعهم للناس.

إن أعمال الخير انعكاس لتطور ثقافة الإنسان وبيئته الاجتماعية وتمسكه بأخلاق الإسلام فهل يطبقها أصحاب المليارات؟