وافق المجلس التنفيذي للمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة، «اليونسكو» في دورته الـ(194) بتأييد (57) صوتًا من أصل (58) صوتًا، على توقيع اتفاقية شراكة مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا؛ لإرساء أوجه التعاون على الأصعدة الدولية لتعزيز العمل من أجل ترسيخ الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتعزيز التفاهم والتعايش بين المجتمعات الإنسانية، لا سيما بين الشباب. وبهذه المناسبة أعرب معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات عن شكره وتقديره للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، على تصويت أعضائها على توقيع شراكة مع المركز, مؤكداً أن هذا يأتي في إطار أهداف وتطلعات المركز في فتح مجالات التعاون المشترك مع كافة المنظمات والجهات الداعمة للحوار والسلام لما فيه خير الإنسانية. ووفقاً للأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فإن الدعم لهذه الشراكة بدا خلال جلسات المجلس التنفيذي من النمسا وإسبانيا شركاء التأسيس؛ وتجلّى الدعم في مداخلات مندوبي الدول أعضاء المجلس التنفيذي، حيث أبدى الأعضاء دعمهم القوي، مؤكدين عزمهم بناء عالمًا يسوده السلام، مشيرين أنهم بحاجة إلى مثل هذا المركز العالمي للحوار؛ وقدموا خالص شكرهم الخاص للمملكة العربية السعودية لتبنيها إقامة هذا المركز بالشراكة مع النمسا وإسبانيا؛ والفاتيكان كعضو مراقب واعتبروا أن هذا المركز مهم جدًا وتربطهم به علاقة شراكة قوية؛ ووصفوه بأنه مشروع عالمي متميز؛ وأكدوا أن هذه المبادرة إيجابية لخدمة السلام. وقال بن معمر أن المركز استطاع النهوض بدور محوري على صعيد التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والبناء على الجهود الدولية في مجال الحوار العالمي ودعم ثقافة التعاون والتعايش وفق رؤية واضحة لأهدافه التي تتضمن تأسيس وتطوير ونشر المعرفة في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإرساء وتعزيز احترام الرأي والرأي الآخر من خلال الحوار وبناء جسور التواصل والتعامل مع الاختلافات والمشكلات التي تحد من فاعلية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات دون أدنى تمييز، حيث عقد المركز عدة شراكات مع الهيئات والمؤسسات الدولية والإقليمية ذاتالعلاقة بهذه البرامج مثل منظمة اليونيسيف ومنظمة الكشافة العالمية والاتحاد الإفريقي والمنظمة الإسلامية للعلوم والتربية والثقافة وغيرها من المنظمات المعنية بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات. وأوضح بن معمر أن الاتفاقية تضمنت مجالات رئيسية للعمل المشترك وذلك لتعزيز الحوار في التعليم ونشر ثقافة احترام حقوق الإنسان والقيم المشتركة من خلال تطوير المضامين التعليمية والعلمية ومساندة التعاون المؤسسي واستخدام وسائل الإعلام كأداة أساسية لرعاية الحوار والتفاهم المشترك, معرباً عن أمله بأن يواصل المركز احتضانه للمؤسسات الحوارية العالمية وأن يكون ميداناً مفتوحاً للحوار الهادف البناء للوصول إلى تحقيق الهدف الأسمى للمركز وهو إدراك القيمة الحضارية المثلى للتنوع والعيش المشترك على قاعدة الوئام والسلام والتعايش وحسن الجوار والإخوة الإنسانية. يُذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا منظمة دولية، تم افتتاحه في نوفمبر عام 2012م، ويطرح عبر شراكة إستراتيجية مع منظمات دولية عدة مبادرات مبتكرة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتمكين الشباب وإشراك وحشد القادة الدينيين والتجمعات والمؤسسات الدينية والأفراد ذوي العلاقة من مختلف أتباع الأديان والثقافات للعمل على تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والمركز تم إنشاؤه بناءً على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقها عام 2005 م من مكة المكرمة بعد اجتماع علماء المسلمين وتأييدهم لهذه المبادرة ثم اللقاء الذي تم بين خادم الحرمين الشريفين وبابا الفاتيكان ثم الاجتماع الدولي لممثلي الأديان والثقافات في مدريد