شبابنا أفلح الوجوه..!

حيث تأخذ بك الواجبات، أو الحاجات لإنجاز أمر حيوي من شؤونك اليومية، فتكون في مواجهة مع أحد شباب هذا المجتمع فإنك تُسعد حين تجده وجها مشرقا لنماذج تتوخى وجودها في المجتمع..

قدر لي في عديد من المواقف أن أحظى بهذه النماذج دون أن تقدمني لهم شهرة اسم، ولا موقع مجتمع، ..

في المنعطفات، حيث جنود الواجب، أعجب كيف لا يتنبه الكثير لما يبذلونه في العراء وهم يترجلون على ثغور الطرق، والأنفاق تصهدهم الشمس، وترهقهم المتابعة وهم ماثلون للواجب..

إن أشرت إليهم بما لم يروه من مخالف كاد أن يودي بحياة رجل عابر أو عربة مجاورة، وجدتهم يستجيبون بلا تردد، ويتفاعلون بأريحية..

في المصحات، هناك من إذا تعثرت بموعد طارئ، أو حاجة مرافق وجدتهم ينهضون في معيتك دون تذمر، ولا رفض..

في البنوك مع أنها كخلية النحل تجد مكاتبهم الزجاجية في منتهى الهدوء، وسير العمل ينساب كما جدول الماء.. يستقبلونك مجيبين ومنفذين في غاية الذوق، والحرص..

على هاتف خدمة الاتصالات، وشركات الكهرباء، والمياه، والطوارئ، والأمن.. هم قيد لحظة يتسارعون إليك.. لا أحسب أن دافعهم نتائج التقييم الآلي.. لأنك تجدهم أمامك على خلق مماثل من الكياسة، والتعاون، وحسن الأداء عند المواجهة..

في كثير تجد نفسك بين لحظة، وأقل كأنك تتعامل مع ابنك الذي يحدب عليك، أو صاحبك الذي لا يتخلى عنك...

فتيان هذا المجتمع، وفتياته ليسوا جميعهم منشغلين عنك، وأنت تصل مواقع أعمالهم، تقدمك إليهم أسئلة في لسانك، أوغاية حملت قدميك إلى حيث يكونون..إذ تجدهم رهن خدمتك، وأداء مسؤوليتهم يضيفون عليها دماثة، ولطفا، وحسن تعاون...

هذا النموذج الحيوي الجميل المشرق موجود في كل مؤسساتنا، على الرغم من وجود نماذج مناقضة لكنها أحسب فردية.. وقليلة كما أتمنى...

هؤلاء الشباب أعمالهم جميلة، وأخلاقهم أجمل..

لكن الأكثر جمالا أن نصلهم بالاعتزاز، وبكثير من الدعاء..

ذلك لأننا حين نكتب عن الطارئ من سلوك الفئة السالبة في الشباب، يجمُل بنا، ويليق بصدقنا أن لا نغفل الإشادة بالنماذج الناصعة فيهم من ذوي الخلق الرفيع، والأداء المميز..

ترى هل الرؤساء يولونهم الحق في التقدير، والتمييز، والحوافز،..؟

وهل رؤساء الرؤساء لديهم آلية تقويم كي لا تميل كفة الحوافز بعيدا عنهم نحو من يقل عملا، ويقرب علاقة بالرئيس المباشر..؟!

وفق الله شباب الوطن الذين تجدهم حيث يؤدون أعمالهم بما يثلج الصدر..، ويدر اللسان بالدعاء لهم..