أمس الأول استيقظنا على حادثة جديدة في سلسلة «حصد الأرواح» من قِبل المتهورين بفعل المخدرات...
وقبل أن أخوض في الموضوع أعزي آل العمار فيمن فقدوا من أسرتهم، أربع نفوس كانت تمتلئ بالحياة والأمل، واحدة فيهم عروس في انتظار زفافها..، وبيتها الجديد لم يشرع بابه إلا لجهازها وأملها... جعله في أعلى الجنة منزلة..
متهور واحد وانفرطت سلسلة من الاصطدامات التي تتابعت بعد هروبه حتى أودت بسقوط العمَّاريين في الوادي..، منهم من يتلقى العلاج في المصحة.. ومنهم الذين انتقلوا لرحمة الله..
وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
وراء هذا الحدث الكبير الخطير عقل لوثه «المخدر»، ونفس راوغها «المهدئ»...!!
وبناء على ما به أفادت مصادر الخبر، فإن الشاب ذا الاثنين والعشرين ربيعاً الذي انطلقت عن تهوره شرارة الموت، ودمار العربات، وأضرار الطريق، كان تحت تأثير «الحشيش، وحبوب العلاج النفسي»..
السؤال الذي ينبعث من خلال تعقيب الجهات المسؤولة الوارد في خبر «سبق» أن فئات الشباب من 18-25 هم أكثر الواقعين في هذا الفخ.. فخ المخدرات، وعلاج الاضطرابات..!!
ونضم أصواتنا إلى هؤلاء المسؤولين: إلام لا يتحرك الآباء نحو مسؤوليتهم؟ أهو الجهل..؟، أم الضعف أمام قوة الشباب وحيلهم..؟ أم الاستهتار والتغافل عن المسؤولية..؟!
مرور الرياض كان «بطلاً» في تتبُّع الحادث، وفورية كشف أطرافه وبلوغ الحقيقة..
لكن تبقى جهود المرور المضنية في استنزاف وهي تقابل كل يوم نتائج هذه الفئة من «المخدَّرين» فاقدي الأهلية للسياقة، وهم في حال من خروج عن الوعي يوجب منعهم من القيادة، ويفرض سحب العربات من بين أيديهم وحرمانهم من رخص القيادة..!
كفى الناس إيلاماً بفقد مفاجئ، واستعداء بفعل غير واعٍ..
فانهض أيها الأب من سباتك،.. تفقد أبناءك..، باشر علاقتك بهم..، امسك بزمام رعايتك بما يبيض وجهك يوم السؤال...
انهضي أيتها الأم، ليس دورك تمشيط شعرك، وجدل ضفيرتيك.. ورش عطورك.. ولا المصارخة بطلب حقوقك قبل واجباتك وأولها ابنك..!
افتحوا صدوركم أيها المربون للشباب: أيها الجار، وصاحب الأب، أيها العم، والخال..، أيها الكاتب والإعلامي..،!
عودوا لرأب الصدوع التي شتتت الأسر، والقربى، بعد أن ناء كلٌّ بوحدته..
لا تسلموا الشباب مفاتيح القيادة إلا عند الاطمئنان لسلوكهم، وسلامة دروبهم، وصفاء عقولهم، وعافية أخلاقهم..!
احموا الأرواح في أجساد غيركم من حصد أبنائكم، وأنفسكم إنْ تكونوا على حال لا تختلف عنهم..
فأي حادث يكون سببه سائقاً في غير وعي هو جريمة يتحمل وزرها كل ذي علاقة رعوية.. وليس فقط الفاعل..
أيها الناس:
لم يبرأ المجتمع بعد من حادثة فقد أبناء الدكتور «البشري» إلا عاد للإيغال في ألم فقد عائلة «العمار» أمس الأول... وهناك كل ساعة أرواح تحصدها الحوادث باختلاف أسبابها تنصب في جدول واحد يتجه للمقابر..، مما يُعلن عنها، ومما تمر بصمت إعلامي.. لكن نتائجها أرواحٌ، وجملة دموع..، ونفوس تنطوي على أحزانها..!!
رحمهم الله الأربعة من آل عمار.. والعروس اليافعة سارة فيهم..، وأسعدهم بالشهادة..
وشفى من هو في المصحة منهم ونجاه.. وأسعده بالعافية والصبر..
وبارك في جهود رجال مرور الرياض، ووفق العميد (علي الدبيخي) مدير مرور الرياض في مواجهة سلوك الأفراد من المستهترين، وغير المنضبطين، الذين لا يتقيدون بأنظمة السير، ولا يراعون حرمات الأرواح..، وأمانة المركبة..، ومسؤولية الطريق..
رحماك ربي بكل فاقد،..
بكل بيت خرج أفراده بأمل، وفرحة ولم يعودوا..، أو عادوا فاقدين فعمت بيوتهم الدموع، والحسرة..
رحماك ربي بأم ثكلت، أو أخت خسرت، أو أب حُرم، أو زوجة ترملت..
وارحم ربي أمواتنا الذين ذهبوا بين الحديد، والارتطام.. بفاعل غير مسؤول..
اللهم أكرم نزل كلَّ من لقيك منهم،.. وعوضهم جنانك العالية، ورحمتك الواسعة، وبرد عفوك، وطيب رضاك..
عزائي لآل العمار، ودعائي لمصابيهم دعاء عريضاً، ورجاء فيمن لا تخيب عنده المسألة.
اللهم رحماك..