شن رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي هجوماً لاذعاً على رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي، مبيناً أنه استفرد بالقرارات دون شركائه في الحكومة وصناعة الأزمات والمسؤولية عن استخدام قوات الأمن العنف المفرط في فض احتجاجات السنّة، مشيراً إلى تجربة مشاركة الجميع في الحكومة كانت «فاشلة».
وقال النجيفي خلال حفل الترويج لقائمته متحدون في نينوى ليلة الاثنين إنه لم يحصد شعبنا من مركب الشراكة الوطنية غير قعقعة السلاح ولغة الدم وثقافة الانتقام والشحن الطائفي والإسقاط المبيت والإنسان المهجر والمشرد بفعل الإرهاب والميليشيات وعربات الفساد والمفسدين»، موضحاً أن «من علامات حكومة الشراكة الوطنية كان أن استفرد رئيسها بالقرار وركب رأسه فكان الصانع الأول للأزمات التي ما أن تنفرج إحداها حتى يهرع إلى صنع أزمة جديدة، ففي دوامة الأزمات وحدها يجد نفسه بعيداً عن المساءلة»، مشيراً إلى أن المالكي رفض الحضور لمجلس النواب لـ»مساءلته» عن الخروقات الأمنية والصفقات الفاسدة، لأنه يدرك جيداً أن مساءلته العلنية أمام الشعب ستكشف خفايا مرعبة وأسراراً مخيفة تزيح اللثام عن وجه مسؤولين مارسوا الفساد نهاراً جهاراً وأن من هذه الخفايا المرعبة إضافة لانتهاك الدستور, الضحايا التي خلفها لجوء بعض من القوات الأمنية استخدام مختلف صنوف الأسلحة في معالجة الاعتصامات والحكومة قدمت خدمة مثالية للجماعات الإرهابية لم تحلم بها أبداً كي تعود من جديد وتجد لها حواضن في بعض المدن بعد أن غدر بمن طردوها ونكث عهده لهم وبدل أن يحتكم للدستور في فض الاعتصامات السلمية استخدم القوة المفرطة في قصف المدن على ساكنيها حتى تحولت بعض مدن الأنبار وديالى وصلاح الدين والموصل إلى أثر بعد عين، مبيناً أن الحكومة ردت على الاحتجاجات «بحملات قصف من الجو والبر على المدن لم تفرق بين مواطن وإرهابي ولا بين بريء ومطلوب، ولا بين امرأة وشيخ ولا طفل، ولا بين مدرسة ومسجد، ولا بين مستشفى وروضة، ولتخلف الآلاف من الشهداء والجرحى»، مشدداً على أن «الشراكة الوطنية الحالية ما عادت أكثر من تجربة فاشلة وبرقع مزقه سوء الاستخدام, وأن أي تجديد للولاية الثالثة لرئيس الحكومة سيكون إذعاناً للنهج التعسفي وسيكون تجويزاً للمجازر والمذابح التي ارتكبت بحق الأبرياء من المواطنين».
وفي صعيد آخر أعلن زعيم ائتلاف العراقية الوطنية إياد علاوي عن أن استبعاد مرشحيه للانتخابات البرلمانية «بحجج واهية واستثناء القتلة والسارقين»، وفيما بين أنه يسعى إلى «تعزيز الوحدة والمصالحة وتحقيق الأمن ومحاربة الفساد»، أكد أنه عازم على «التغيير الحقيقي وتحقيق المساواة ودولة المواطنة».
وقال زعيم ائتلاف العراقية الوطنية إياد علاوي خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن البرنامج الانتخابي للائتلاف، عقده في فندق فلسطين ميرديان، وسط بغداد، وحضرته (الجزيرة): «نرفض مسألة استبعاد مرشحي العراقية بحجج واهية فيما يتم يستثنى القتلة والسارقون والإرهابيون»، متابعاً أن «أعضاء العراقية ما زالوا هدفاً للاعتقالات والتصفيات»، ومن المقرر أن تجري الانتخابات النيابية في عموم العراق في الثلاثين من نيسان الحالي، ويبلغ عدد المرشحين لها 9040 شخصاً بالإضافة إلى 713 مرشحاً لمجالس محافظات إقليم كردستان.
أمنياً، أعلنت قيادة عمليات الأنبار بأن 17 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بقصف بالمدافع والطائرات والدبابات لمناطق متفرقة في قضاء الفلوجة ليلة الاثنين وقصفت قوات الجيش العراقي المتمركزة خارج محيط الفلوجة بالمدافع والطائرات والدبابات والهاونات مناطق حي الجولان والعسكري ونزال والشهداء ومناطق أخرى، مما أسفر عن مقتل تسعة مدنيين بينهم ثلاث نساء وإصابة ثمانية آخرين بجروح متفاوتة»، وشهدت محافظة الأنبار سقوط سبعة من عناصر الجيش بين قتيل وجريح بهجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش جنوبي الرمادي في حين اشتبكت قوات من المسلحين وقوات الجيش أثناء محاولتهم الهجوم على ثكنة عسكرية للجيش جنوبي الفلوجة، مبيناً أن قوات الجيش ردت باستخدام راجمات الصواريخ لتدمير عجلات المسلحين ونقاط تمركزهم جنوبي المدينة، كما أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار، عن غرق مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وبيوت المدنيين في منطقة الأزركية شمالي الفلوجة على خلفية إغلاق تنظيم داعش لسدة الفلوجة للمرة الثانية، مبيناً أن الأسر في حي الجولان والأندلس والأزركية القريبة من نهر الفرات هربت خوفاً من غرق منازلها.
يُذكر أن محافظة الأنبار، مركزها مدينة الرمادي، (110 كم غرب العاصمة بغداد)، تشهد عمليات عسكرية واسعة النطاق تستخدم فيها مختلف الأسلحة بما فيها الأسلحة الأمريكية والروسية التي بدأ العراق باستيرادها ضد التنظيمات المسلحة، وتوتراً شديداً على خلفية اعتقال القوات الأمنية النائب عن قائمة متحدون، أ حمد العلواني، ومقتل شقيقه.