تتقدم المملكة العربية السعودية لمواطنيها والمقيمين -أيضاً- بأرقى مستويات الرعاية الصحية على مستوى العالم، وأصبح كل مواطن ومقيم يحظى بالرعاية الصحية في جميع مناطق المملكة، وذلك بناء على توصيات خادم الحرمين الشريفين (سلمه الله) وسمو ولي العهد (سلمه الله) وسمو ولي ولي العهد حفظه الله.
إلا أن هناك بعض القصور في الخدمات الصحية النفسية التي أصبحت مثلها مثل الأمراض العضوية منتشرة كأمراض الاكتئاب والوسوسة وازدواج الشخصية وأمراض أخرى تصيب عقل الإنسان فتتملكه وتتمكن من عقله فلا يستطيع التخلص منها إلا بالأدوية المهدئة والمخدرة والإشراف على العلاج من قبل المصحات النفسية مثل مستشفيات الأمل.وقد انتشرت هذه الأمراض نتيجة للضغوط الكبيرة التي يواجهها الفرد بصورة يومية وقد انتشرت أمراض «الفصام» بصورة كبيرة فترى بعض المصابين بهذا المرض هائمين على وجوههم في الشوارع وقد أطلقوا شعورهم حفاة وأحياناً شبه عراة أو في ملابس رثة جداً يعيشون تحت الأشجار أو في المناطق النائية دون رعاية أو عناية يأكلون من صناديق القمامة أو مما يجود به عليهم الناس من طعام، لا يعرفون شيئاً عن المال أو كيف ينفقونه.
وقد سمعنا عن الكثير من الجرائم التي يرتكبونها ضد أسرهم وضد الآخرين بدون وعي مما يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة أو العاهات وهذا ما حدث قريباً، حيث قام أحد هؤلاء بطعن أحد المقيمين في حي السويدي بتاريخ 30-5-1435هـ.
وقد ذكر في بعض وسائل الإعلام أن «أبوملعقة» ظل يطعن الرجل حتى مات في وسط الشارع ملطخاً بدمائه بلا سبب ولا هدف ولا وعي منه، إما بسبب المرض النفسي أو بسبب المخدرات وإدمانها.وقد قبضت الشرطة على «أبوملعقة» بعد أن أبلغ عنه بعض المواطنين وتلقت غرفة العمليات عن بلاغات الواقعة، وقد أفاد بعض سكان حي السويدي أنهم أبلغوا عن هذا الشخص الجهات المسؤولة خوفاً من وقوع مثل ما حصل ولكن لم يستجب أحد لبلاغهم لا الشرط ولا مستشفى الأمل ولا وزارة الشؤون الاجتماعية.
وهناك منهم من يحاول الانتحار وفي الغالب يتم إيداعهم في أحد مستشفيات الصحة النفسية ثم يخرج بعد فترة ليعود إلى ما كان عليه مهدداً نفسه والآخرين بالإصابات أو الموت، فمن المسؤول عن هؤلاء عندما يخرجون من مستشفيات الصحة النفسية دون استكمال علاجهم.فهل ليس لهم علاج حقاً وهل يتركون حتى يعرضوا أنفسهم والآخرين للموت دهساً أو انتحاراً أو قتل للأبرياء، ويحتاج الأمر إلى مركز خاص لكي يؤويهم ويقوم على رعايتهم وإعاشتهم وعلاجهم بدلاً من وضعهم في مستشفيات الصحة النفسية لشهر أو شهرين ثم إطلاقهم بعد انطباق المرض النفسي عليهم، فيحصل منهم مثل ما حصل من (أبوملعقة).
ومنهم من فقد أسرته وماله ومنهم من فقد قدرته على التعامل مع المجتمع ومراعاة أصول الملبس والمأكل سواء بإرادته أو رغماً عنه،
ومن بينهم من قد يكون له بيت وأولاد نبذوه أو هو نبذهم بسبب المرض الذي ألمّ به وقد يرونه في الشارع ولا يتعرفون عليه.
وأننا نناشد وزارة الصحة الاهتمام بهؤلاء الهائمين على وجوههم وإنشاء مركز خاص بهم يؤويهم بصورة مستمرة ويرعاهم صحياً حتى لا يكونوا عرضة للموت في الطرقات أو إصابة الآخرين أو قتلهم وألا يكون العذر عدم وجود سرير شاغر لرعايتهم حتى يتم شفاؤهم.