في سياق المحادثات التي أجريها مع مسؤولين تنفيذيين، أرى باستمرار المفاهيم الخاطئة ذاتها تتكرّر حول ماهيّة مشاريع حزم البيانات الضخمة – وحول سبب نجاحها. وفي ما يلي، سأسعى لتوضيح الأمور، وأورد بعض الأمور الأساسية التي تعلّمناها من الشركات التي نجحت في توليد قيمة كبيرة في مجال الأعمال، من خلال المبادرات التي أطلقتها في مجال حزم البيانات الضخمة.
-التكنولوجيا: من أهمّ المفاهيم الخاطئة التي تتداولها الشركات الكبرى حول مشاريع حزم البيانات الضخمة اعتبارها محصورة كلياً بتقنيات حزم البيانات الضخمة – على غرار «هادوب»، و»بايثون»، و»بيغ»، إلخ... ولا شكّ طبعاً في أنّ هذه الأدوات مفيدة. ولكن إن لم تكن شركتك ناشئة، ثمّة تقنيات ومهارات موروثة قد تكون مفيدة هي التالية. وعلى سبيل المثال، اكتشفتُ في دراسة أجريتها مؤخراً حول مشاريع حزم البيانات الضخمة، شملت منصات «استكشاف بيانات» صادرة عن شركات على غرار «تيراداتا أستر»، أن الشركات قادرة على برمجة تطبيقات على صلة بحزم البيان ات الضخمة باستعمال لغات اصطلاحيّة متوفّرة أصلاً على غرار SQL.-طاقم العمل: بإمكانك طبعاً التشبّث ببعض التقنيات الموروثة، ولكن بالطريقة نفسها، قد لا تضطر إلى استقدام أشخاص جدد كلّياً. وفي هذا السياق، أعلنت الشركات الكبرى التي أجريتُ معها مقابلات أنها لم تعيّن مجموعة علماء بيانات من حملة شهادات الدكتوراه، بل عمدت إلى تشكيل فرق عمل تضم أشخاصاً يتمتعون بمهارات كمّية، وحوسبية، أو ذات خلفيات أعمال، وتدرّبهم على تقنيات على صلة بحزم البيانات الضخمة.
-إدارة التغيير الجيدة: قد يظن المرء أن التحديات التقنية تتخطى التحديات البشرية عند العمل على حزم البيانات الضخمة. لكنّ الأمر ليس صحيحاً بالضرورة، حيث إن عدداً كبيراً من مشاريع حزم البيانات الضخمة يشمل «تحليلات توجيهية» – كالخوارزميات، أو الأنظمة المؤتمتة التي تخبر العاملين الرئيسيين بكيفية القيام بعملهم، علماً بأنّ جميع مدراء المشاريع الذين كلّمتهم، في الشركات التي تستخدم حزم البيانات الضخمة لهذه الغايات بالتحديد، شدّدوا على أهمّية إدارة التغيير.
-هدف أعمال واضح: تشير الحكمة الشعبية إلى أن مشاريع حزم البيانات الضخمة تقوم أساساً على التدقيق في البيانات في سبيل العثور على علاقات واعدة. ولا شكّ في أنّ هذه المهمّة أساسية، ولكنها لن تجدي نفعاً ما لم تكن الشركة قد طرحت مشكلة أعمال محددّة.
-إدارة المشاريع الجيدة: هل تُعتبر الرعاية التنفيذيّة مفيدة؟ طبعاً. وهل ينبغي بمدير المشروع التواصل مع الأشخاص المعنيين بشكل فعّال؟ بلا أدنى شك. إنّ ما سبق ليس مفاجئاً أبداً، مع أن التعقيدات التقنية في مجال حزم البيانات الضخمة قد تصعّب إيجاد أطراف راعية وتعرقل بث روح الالتزام في أوساط المعنيين.