في كثير من الدول يتعين المسؤول في منصب رفيع المستوى، ويكون أمامه تحديثات كبيرة في أداء المهمة التي أوكلت له، ولا يخطر بباله أن هناك أموراً أخرى لا تقل أهمية عن مهامه ومسؤولياته يجب عليه سرعة تعلمها، وقد يكون بالفعل يجهلها بسبب قدومه من مكان مختلف خارج الأضواء.
ومن أبرز تلك الأمور الواجب تعلمها والتعرف عليها، مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين، وفن الاتيكيت والبروتوكول واستقبال الزوار، واتيكيت السفر والمشاركة في المحافل الدولية، واتيكيت اللبس والأكل، وأمر آخر كيفية التعامل مع الإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة والوقوف أمام الكاميرا في حالات مفاجأة وتعلم فن الرد. دول متقدمة ومنها الولايات المتحدة الأمريكية يتم تدريب المرشحين على الرئاسة سواء في مناصب الدولة او في الشركات على معظم ما سبق وأكثر من ذلك، وحتى بعد فوز المرشح يستمر التدريب والتعلم من الأخطاء التي يقع بها المسؤول.
للأسف، لدينا بعض المسؤولين تأخذهم العزة في النفس معتقدين أن مثل هذه الأمور بسيطة وأنهم ليسوا بحاجة لمعرفتها أو تعلمها، وكثيراً ما يقعوا في أخطاء بعضها يتم رصده من آخرين مما يسيء لهاذا المسؤول والجهة التي يعمل بها.
ومن الصعب لاحقا التعامل معها.
وقد يكون من المناسب وضع برامج تدريبية عامة من الدولة لكبار المسؤولين يتم الحاقهم بها مباشرة بعد مباشرتهم للمناصب الجديدة التي أوكلت لهم، أو أن يقوم المسؤول من نفسه بالاهتمام بهذا الجانب ويحضر من يقوم بتدريبه من المختصين في ذلك ولا حياء في أن يعترف الشخص بجهله في بعض الأمور.
ولعل وزارة الخارجية سبقت الجميع بذلك من خلال البرامج التدريبية التي تقدم لمنسوبيها وسفراءها في السلك الدبلوماسي والتي يقدمها المعهد الدبلوماسي خلال المعهد الدبلوماسي .. الانطباع الأولي الذي يتكون لدى الآخرين وخصوصاً الضيوف الأجانب في المناسبات المحلية أو الخارجية هو من خلال تعامل المسؤول معهم باحترافية عالية ومنها طبعاً كريقة استقبالهم واحترام الوقت والتنظيم للحدث وهي من أبجديات مهارات الاتصال والتواصل.