إن شباب الأمة هم ملء القلوب والأحداث وهم عدة المستقبل وذخر الأمة وفي لقاء مع مجموعة من شبابنا قلت إن الشباب في كل أمة هم عمادها وقوتها وذخيرتها ومن الخير للشباب أن يجد الناصح المخلص الذي يدله على طريق الخير والصلاح والهداية والاستقامة. ويأخذ بيده إلى أسباب العزة والمجد ليتجنب عثرات الحياة.. وأن يأخذ حياته بتوازن واعتدال في غير إسراف ولا تفريط إذ أن الترف والإسراف وسيلة للدمار وأن يحرص على الالتزام بالخلق الكريم والأدب الرفيع والإصغاء إلى نصائح الآباء والأمهات والمعلمين والموجهين ليتجنب مزالق الحياة. إن البعض من الشباب غافل عن رسالته في الحية ومهمته فيها وعدم اكتراثه بواجباته المدرسية واهتمامه بالمظاهر والترف وهم بحمد الله قليل.. إن شباب اليوم هم رجال الغد سيكون منهم المعلم والتاجر والطبيب والطيار والباحث والمزارع والعامل والضابط والجندي الذي يجود بروحه ذوداً عن أرضه وبلاده. ومن الملاحظ في السنوات الأخير انصراف الشباب عن القراءة التي كانوا يبحثون بها حيث أطبقت عليهم مخترعات التقنية الحديثة وما تحمله من مغريات فانصرف الكثير منهم عن القراءة الجادة المثمرة والتي هي أداة للمعرفة وعنوان للثقافة والتحصيل العلمي إذ القراءة نور يضيء ويبدد ظلمات الجهل وسياحة عبر الكلمات والأفكار وصداقة فكرية وذهنية مع الكتاب والذي صور حقيقة أهمية الكتاب ومتعة القراءة بقوله:
أعز مكان في الدنا سرج سابح
وخير جليس في الزمان كتاب
علينا أن نحتوي الشباب وأن نكون معهم ونتلمس مواطن القوة والإبداع فيهم ليكونوا سواعد للأمة التي تعمل على البناء لا الهدم ، وعلى الشباب أن يتجنب الدعة والكسل والترف وأن يسعى بحيوية لا تعرف الكلل إذ أن الترف هو علة العلل فعلى الشباب أن ينتبه لذلك ويتجنب الانغماس في اللهو ويتسابق إلى معالي الأمور وينصرف إلى واجباته من تحصيل درس أو ممارسة عمل نافع مفيد ومقاومة كل انحراف ومجانبة كل خلق ضار.. إن الأيام تمر سريعة ونحن في عصر العلم والتقنية والاختراع والقوة فليحرس الشباب على الاهتمام بواجباته وعلومه وتحقيق آماله وإعلاء شأنه ومستقبله والغيرة على بلاده وتطورها وقوتها ورقيها. وأن يكونوا كأسلافهم طموحاً وعملاً وخلقاً ونشاطاً وقوة لتفتخر بهم بلادهم وأمتهم وتتحدث عن آثارهم ونشاطهم وما يتميزون به من عطاء وعلم وعقل راجح وفكر ثاقب. وأن يحرص على تصحيح مسار الشباب ومساعدتهم وألا نتركهم فريسة لفكر المنحرفين بل نعمل على توسيع دائرة الاهتمام به بمختلف الوسائل وتأصيل مبدأ الحوار معه واحتوائه . حقق الله الآمال.