للمرأة دور تربوي وأهمية بالغة في التربية وبناء المجتمع وهي المحضن الأول لتربية الأبناء وإعدادهم ومنحهم الحب والحنان والرعاية والتربية الصالحة وتكوينهم تكويناً تربوياً سليماً روحياً وخلقياً وعلمياً وتهيئة الجو الصالح والظروف الملائمة وتنمية الاستعدادات الذاتية الفطرية وغرس العقيدة الإسلامية وتتبوأ المرأة في الإسلام مكانة عالية في الأسرة وفي المجتمع وقد أوضح الإسلام بكل جلاء دور المرأة ورسالتها بخصائص خلقية وفوارق طبيعية فهي تقوم بأعظم المهمات وأجل الرسالات وإعداد النشء للحياة.
فلا عجب أن افتخرت الأم بأبنائها وافتخر الأبناء بأمهم لأنهم يدينون لها بالكثير من تربيتهم وتوجيههم ، ولقد افتخر الشاعر لبيد بن ربيعة بأمه أمام ملك الحيرة النعمان بن المنذر في قوله:
نحن بنو أم البنين الأربعة
ومن خيار عامر بن صعصعة
ولقد حفظ الكثير من الأبناء لأمهاتهم جميل عملهن وحسن تربيتهن فأدركوا حقوقهن عليهن وواجباتهن نحوهم فعملوا على البر بهن وتجلى ذلك في عدة مواقف ولقد قال حسان بن ثابت:
فدى لبنى النجار أمي وخالتي
غداة لقوهم بالمثقفة الشمر
كما جسدت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها مثلاً أعلى للأم في شجاعتها وقوتها وضرب ابنها عبدالله بن الزبير مثلا أعلى للابن البار الذي يهتدي بمشورة أمه في الموقف الصعب، ذلك أن عبدالله لما حاصره الحجاج رأى أصحابه تخلوا عنه وطلب منه الحجاج الصلح فقصد عبدالله إلى أمه يطلب رأيها وقال لها يا أمها لقد خذلني الناس وعرض علي خصومي صلحاً لحقن الدماء فماذا ترين قالت إن كنت تعلم أنك على حق وأنك تدعو فامض له.. فقد قتل عليه أصحابك وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت والله لضربة بالسيف في عز أحب من ضربة السوط في ذل، فقال لها إني أخاف أن يمثلوا بي بعد قتلي، قالت يا بني إن الشاة لا يضرها سلخها بعد ذبحها، فدنا منها وقبل رأسها وقال هذا والله رأيي ولكني أحببت أن أعلم رأيك فزدتني بصيرة مع بصيرتي. وهكذا يتجلى دور الأم ورسالتها في غرس المبادئ الخلقية وتنشئة الأجيال.