وهكذا تتابع الأخبار السارة لخدمة هذا الوطن المعطاء والحفاظ على أمنه، واستقراره استمرار لمسيرة التنمية والنماء وخدمة الإنسان وتنمية المكان والحرص الكبير على أمن الوطن والمواطن ورفاهة واستمرار التنمية المستدامة في التخطيط لسعادة المواطن وأمنه وأمانه ورفاهه، وفي الواقع أننا كسعوديين نشعر بالفخر والاعتزاز بالوالد الحنون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ومن خلال هيئة البيعة المباركة يرسمون خطى المستقبل الذي يضمن لهذا الوطن في هذا البحر المتلاطم من المشاكل والتي تحيط بنا إحاطة السوار بالمعصم من كل حدب وصوب، ويظل مجلس التعاون الخليجي هو إيقونة الاستقرار في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب مشاكل إذا اخرج يده لم يكد يراها.
بعضها يجر بعضاً في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا. وهذه إيران أيضاً تبني مشاريعها النووية. وتلعب مع الدول الكبرى لعبة القط والفأر وتظهر ما لا تبطن، والحقيقة إن استقرار هذا الوطن وامتداد عطائه وتقدمه ونمائه وهو زهرة هذا التوافق الأسري والتماسك الشعبي والالتفات الكامل حول القيادة التي ترى كما نرى أن وضوح خارطة الطريق المستقبل لقيادة هذا الوطن المعطاء هو أمر هام في جو متلاطم من المشاكل القريبة والبعيدة، وكذلك ضعف العون المتاح دولياً بعد تردي حالة (الكاوبوي) الأمريكي والتفاته إلى الوطن ورغبته في القيادة من الخلف وعدم دخول مغامرات جديدة بعد أن أقحمها الرئيس بوش الابن في مشاكل خارجية في العراق وأفغانستان وغيرها. كما أن انتفاضة الدب الروسي في العودة إلى المسرح العالمي بعد انقطاع دام سنوات انفرط فيه عقد دولة الاتحاد السوفيتي وانكفأت موسكو داخلياً تعالج جرحها، ويلعب رئيسها بوتن مع رئيس وزرائه ميديف لعبة الكراسي الموسيقية بتبادل الأدوار بين الرئاسة ورئاسة مجلس الوزراء.
وفي هذا الجو المشحون والفوضى الخانقة وليس الخلاقة التي حدثت دون رقيب ولا حسيب ونحن حتى الآن في غيب سادرين ولا ندري ما يفعل بنا ولا بهم ثارت هذه الشعوب انطلاقاً من الفوضى الخلاقة دون أن تكون لها قيادات أو مرجعيات تأخذ بيد هذه الجموع إلى بر الأمان في كل مكان، فها هي ليبيا والعراق اللتان يتوفر لكلاهما ثروة نفطية هائلة وكوادر مدربة وأراض خصبة وأنهار جارية، ولدى هذه الدول من الثروات الظاهرة والباطنة ما يكفيها، وهذه مصر الحبيبة قد انقسمت على نفسها إلى فسطاطين كل يدعي الشرعية والمرجعية وصواب القرار استقامة الهدف.
مرة أخرى عودة إلى الشأن السعودي فهذا القرار الصائب الذي أصدره مولاي بالتوافق مع ولي العهد وثلاثة أرباع هيئة البيعة انطلاقة صحيحة لمستقبل واعد من الاستقرار والاستمرار لأدوات الحكم ونشاطاته .. وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يحمل معه تجربة طويلة تجاوزت ثلاثين عاماً في القوات الجوية كطيار محترف وأمير مميز لمنطقة حائل اشتهر بالوفاء والتواضع ودقة المواعيد، كما أن سموه يحمل هموم وطنه أينما كان ويتعايش مع هموم هذا الشعب وتطلعاته فلديه مكتبة ثرية تشمل كافة أنواع الكتب التاريخية والسياسية والجغرافية، وعندما تحظى بشرف زيارة مكتبة وتبدي إعجاباً بكتاب فإن سموه يسعده أن يعيرك هذا الكتاب ولن يكون ذلك نهاية المطاف، فيجب أن تكون على استعداد بعد فترة لاختبار مباشر من سموه عن رأيك في الكتاب والمواضيع التي بحثها، وعندئذ يجب أن تكون مستعداً للإجابة، كما أن اهتمامات سموه الفلكية رؤية وعلماً كانت تحتل الكثير من وقته، إن هذا القرار الحكيم والتوقيت المناسب أتى حزام أمان لإدارة دفة الحكم والسير بهذا الوطن المعطاء والشعب الوفي إلى بحر الأمان وشاطئ الاستقرار.
والله ولي التوفيق،،،