عندما كان صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة حائـل تشرفتُ أنا والأستاذ حمد الصغير بزيارة سموه في مزرعته، وكان ذلك قبل المغرب، وقيل لنا إن الأمير يعمل في مزرعته! وفعلاً، وجدنا أميرنا يمتطي (حراثة) بنفسه من أجل نقل بعض الأتربة ومخلفات المزرعة. جلسنا مع سموه، وكان حديثاً شيقاً، استمر ما يزيد على الساعة، حدثنا فيها سموه عن اهتمامه بالزراعة، وأنها عصب الحياة، ولا بد من رعايتها وتأمين متطلباتها، وأن بلادنا يجب أن تعتمد على منتوجات مزارعها. وحدثنا عن كيفية استغلال مخلفات الزراعة من أجل صنع الأسمدة.
قلت لسموه: معقول أمير وخبير زراعة؟ قال: أزيدك من الشعر بيتاً .. تعالوا شوفوا المرصد الفلكي الذي عملته. وفعلاً، توجهنا إلى المرصد، ورأينا من خلاله وعن قرب صنع الله سبحانه وتعالى في سمائه من النجوم والكواكب، ثم أخذ يتحدث عن محبوبته (حايل)، وعن المشاريع التي تُنجز في مختلف مدن وقرى منطقة حائل، وقام يشرح لنا تفصيلاً، وكأن المشاريع أمامه يراها، ويعرف محتوياتها.
لقد عرفته عندما كان في الظهران قائداً لطائراتنا الحربية في قاعدة الظهران الجوية.
إن الخبرات التي كسبها من خلال عمله ومن خلال خبراته جعلته صاحب رؤية وبُعد في متطلبات الوطن (مجموعة رجال في رجل). ولا شك أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يهمهما أمن واستقرار هذه البلاد التي تسير على منهج كتاب الله وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم. فنرجو الله الكريم أن يحفظ هذه البلاد، ويحفظ أمنها واستقرارها.
فنحن بفضل الله ننعم بالشريعة السمحاء وتطبيقها في جميع نواحي حياتنا، وهي السبيل الوحيد والكنز الذي نحافظ عليه في ظل دولة جل اهتمامها خدمة الدين والحرمين الشريفين، والحفاظ على أمن واستقرار ورفاهية المواطن.
وفَّق الله أميرنا مقرن لما يحبه ويرضاه.