لا جدال في أن الأحساء كانت وما زالت سلة الفكر والغذاء لجزيرة العرب، لقد كانت محط العلماء والأدباء والشعراء حتى قيل إنها دمشق الرابعة بعد دمشق وبغداد والقاهرة، ويذكر التاريخ أن الكثير من علماء هذه البلاد رحلوا لنيل العلم لهجر، ومنهم من استوطن هذه البلاد وأصبح له شأن يذكر، بل إن بيوت العلم استمرت على ما كان عليه أسلافها.
وأما الغذاء فحدث ولا حرج لأن الأحساء بمياهها العذبة ونخيلها الوارفة وتنقل البضائع من خلالها سواء بالبحر عن طريق ميناء العقير الذي يعود اليوم ليصبح على ما كان عليه سابقاً بهذه اللفتة الكريمة من هيئة السياحة والآثار وهيئة المدن الصناعية، وكانت البضائع تأتي إلى سوقها العامر بالخيرات، فكان أيضاً هناك تنقلات جماعية لغرض التجارة والاستثمار فأصبحت الأحساء من أهم الأسواق التجارية، وذلك لسماحة أهلها وعقليتهم التجارية ونواياهم الصادقة.
واليوم والمنتدى الاستثماري سيعقد في محافظة الأحساء ما هو إلا حلقة من تاريخ هذه البلاد يعود به أهله لما كان عليه، وحق لهم ذلك في ظل هذه النهضة المترامية الأطراف وفي مناحي اقتصادية متعددة مع وجود مقومات الاستثمار بأنواعه.
وأهم ذلك شباب وشابات الأحساء فهم الهدف لهذه التوجهات الكريمة وقد يكون أهم عنصر هو القوى العاملة والأحساء بهذا الجانب تتميز عن غيرها بتوافر الشباب والشابات بشكل يجعل من إتاحة وعرض الفرص الاستثمارية واجب وطني له أهميته حاضراً ومستقبلاً.
كما أشرت، الأحساء أرض خصبة للاستثمار بأنواعه فلدينا الرجال والأرض والماء والبحر ولدينا دولتنا -حفظها الله- التي سخرت وتسخر المال من أجل منح القروض الصناعية والزراعية والإسكانية.
ولدينا الموقع الإستراتيجي الذي يجعل من واحة الأحساء منارة إشعاع لكافة دول الخليج العربي وبلاد الشرق، واليوم لا نقبل العذر في أن الأحساء بمدنها وقراها وريفها ومينائها مهيأة لتصبح منطقة ذات شأن، الذي نأمله من هذا المنتدى أن يكون هناك تفعيل لتوصياته ومقارنة بالمنتديات السابقة وما حصل عليها من فائدة للأحساء وأهلها.
الذي أراه اليوم أن يقوم رجال المنتدى بجولة على مدن وقرى وهجر الأحساء ليروا بأم أعينهم أن هذه البلاد مصرة على عودة تاريخها المجيد وأن مقومات الرجوع الأفضل متوافرة بها أكثر من غيرها.
والله الموفق،،،